مقالات وآراء

حسين التميمي يكتب: تصرفات النت في البشرية

مع تطور التكنولوجيا وازدياد استخدام الإنترنت، أصبح هذا الفضاء الافتراضي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.

من التواصل الاجتماعي إلى التجارة الإلكترونية والتعليم عن بُعد، أصبح الإنترنت يوفر أدوات لا حصر لها تسهل حياتنا.

ومع هذا التوسع في استخدام الإنترنت، ظهرت تصرفات وسلوكيات جديدة بدأت تؤثر بشكل كبير على المجتمع، وتلك التصرفات تتنوع بين الإيجابية والسلبية.

في البداية، كان الإنترنت منصة للتواصل والتفاعل بين الناس، حيث يمكن للأفراد التواصل مع بعضهم البعض من أي مكان في العالم.

إلا أن بعض هذه التصرفات تطورت لتشكل تحديات اجتماعية، منها السلوكيات التي قد تضر بالأفراد والمجتمعات.

وأحد أبرز هذه التصرفات هو التنمر الإلكتروني، وهو شكل من أشكال العنف الذي يختبئ خلف الشاشات، حيث يوجه الأفراد إهانات أو تهديدات تجاه آخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو المنتديات.

هذا السلوك لا يؤثر فقط على الضحية بل يمتد ليشوه صورة المجتمع، حيث يصبح الخوف من التعرض للهجوم النفسي جزءًا من حياة الكثيرين.

فضلاً عن ذلك، انتشار الشائعات والأخبار الزائفة يعد من التصرفات السلبية التي تستغل منصات الإنترنت، مما يؤدي إلى نشر الفوضى والبلبلة داخل المجتمعات، ويعزز من انتشار الكراهية والتفرقة بين الأفراد.

ومن ناحية أخرى، لا يمكننا إغفال التصرفات الإيجابية التي يظهرها البعض على الإنترنت.

إذ أصبح الإنترنت وسيلة للتمكين، حيث يمكن للأفراد التعبير عن آرائهم، والانخراط في حركات اجتماعية تسعى لإحداث التغيير الإيجابي.

كما أصبح أداة للتعلم والتعليم عن بُعد، مما جعل المعرفة في متناول الجميع، بغض النظر عن المكان أو الزمان.

من خلال الإنترنت، أُتيح للأفراد فرصة الوصول إلى دورات تدريبية ومحتوى تعليمي متنوع، مما ساعد على تطوير مهاراتهم وتحقيق طموحاتهم.

وإضافة إلى ذلك، أصبح الإنترنت منصة للتجارة الإلكترونية التي ساعدت في تحسين الاقتصاد ووفرت فرصًا جديدة للعمل.

فالمشاريع الصغيرة والمتوسطة تمكنت من الوصول إلى عملاء من جميع أنحاء العالم، مما ساعد على تنمية الكثير من الأعمال في مجالات متنوعة.

ولكن بالرغم من هذه الفوائد، تظل بعض التصرفات غير الأخلاقية تطفو على السطح في فضاء الإنترنت.

تصرفات مثل الإدمان على الإنترنت، أو استخدامه كوسيلة للهروب من الواقع، أصبحت ظاهرة منتشرة، مما يساهم في تدهور العلاقات الشخصية ويزيد من العزلة الاجتماعية.

كما أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى شعور الأفراد بالغيرة والتقليل من تقدير الذات، نتيجة المقارنات المستمرة مع الآخرين.

وإن تصرفات الأفراد على الإنترنت تظل انعكاسًا لتصرفاتهم في العالم الواقعي. فإذا تم استخدام الإنترنت بطريقة مسؤولة وأخلاقية، يمكنه أن يكون أداة لبناء مجتمع أفضل، لكن في حال استغلاله بشكل سيئ، فإنه قد يصبح مصدرًا للفوضى والضرر.

لذا، من المهم أن نتبنى استخدام الإنترنت بوعي، وأن نعمل على نشر القيم الإيجابية التي تساعد في بناء مجتمع رقمي مسؤول وآمن.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى