حماس تدعو ليوم وطني وعالمي لنصرة غزة والقدس وتؤكد: “المفاوضات بلا وقف للتجويع عبثية”

دعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إلى جعل يوم الأحد المقبل يوما وطنيًا وعربيًا وإسلاميًا وعالميًا لنصرة غزة والقدس والأقصى والأسرى، في ظل استمرار ما وصفته بـ”حرب الإبادة والتجويع” التي يتعرض لها سكان قطاع غزة.

وفي بيان صدر الجمعة، طالبت الحركة بتصعيد الحراك الجماهيري في جميع أنحاء العالم أيام الجمعة والسبت والأحد من كل أسبوع، دعما للشعب الفلسطيني المحاصر في القطاع.

وأكدت حماس أن “شعبنا في غزة يتعرض لحرب إبادة شاملة، يتخذ فيها التجويع أداة لكسر صموده”، مشيرة إلى أن التجويع “بلغ حدا لا يطاق ويشكل تهديدا مباشرا لحياة أكثر من مليوني إنسان”.

وشددت الحركة على أن استمرار المفاوضات في ظل تجويع السكان وحرمانهم من المساعدات الإنسانية “يفقدها مضمونها وجدواها”، خاصة في ظل انسحاب الاحتلال الإسرائيلي منها دون مبررات.

كما أكدت الحركة جاهزيتها للانخراط الفوري في مفاوضات جديدة، شرط إدخال المساعدات الغذائية والطبية فورا إلى مستحقيها، وإنهاء المجاعة المتفاقمة في القطاع.

وحثت حماس المجتمع الدولي، والمنظمات الإنسانية، والجهات الفاعلة، على التحرك العاجل “لوقف المجازر الجماعية التي يرتكبها الاحتلال”، وضمان إيصال المساعدات دون قيد أو شرط، وتحت إشراف أممي مستقل.

شهداء عند مراكز المساعدات

وفي السياق الميداني، استشهد 24 فلسطينيا، بينهم 5 من طالبي المساعدات، اليوم الجمعة برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفق ما أفادت به مصادر طبية في مستشفيات غزة.

واستهدفت الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي مناطق متفرقة في القطاع، شملت غزة وجباليا شمالا، ودير البلح وسطا، وخان يونس جنوبا، وأسفرت عن وقوع العديد من الشهداء والمصابين.

كما واصلت قوات الاحتلال إطلاق النار على حشود المواطنين الباحثين عن الطعام شمال رفح، وقرب محور نتساريم وسط القطاع، في مشاهد توصف بـ”مصايد الموت”.

“مؤسسة غزة الإنسانية” في دائرة الاتهام

وأشارت تقارير محلية ودولية إلى أن أكثر من 800 فلسطيني استشهدوا، وأصيب آلاف آخرون منذ مايو/أيار الماضي، في محيط مراكز توزيع المساعدات التي تشرف عليها “مؤسسة غزة الإنسانية”، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، وسط اتهامات بتنسيق تلك المراكز مع جيش الاحتلال، واستخدامها كوسيلة لجمع المواطنين في مناطق مكشوفة ثم إطلاق النار عليهم.

تحذيرات دولية من مجاعة شاملة

وفي تحذير جديد، قال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إن “موجة الجوع المتفاقمة في غزة لا يمكن وقفها إلا من خلال زيادة ضخمة في المساعدات الإنسانية”، مطالبًا بإدخال ما لا يقل عن 100 شاحنة مساعدات يوميًا، مشددًا على أن “الوقت ينفد”.

ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه إسرائيل منع دخول المساعدات بشكل كافٍ، وسط تصاعد في أعداد ضحايا المجاعة، وغياب تام لأي حماية دولية للمدنيين في القطاع.

ويُذكر أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفرت حتى الآن عن أكثر من 208 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن أكثر من 9 آلاف مفقود، وسط دمار واسع ونزوح جماعي ومجاعة تهدد حياة مئات الآلاف.