حوارات وتصريحات

د. حسين الديك لـ”أخبار الغد”: الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين ضربة دبلوماسية لإسرائيل وصفعة لنتنياهو وترامب

قال الدكتور حسين الديك، الكاتب والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأمريكي والعلاقات الدولية، إن إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن نية بلاده الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، يُمثل تطورًا سياسيًا واستراتيجيًا غير مسبوق، وضربة دبلوماسية مباشرة لإسرائيل وحليفها الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وفي تصريح خاص لـ”أخبار الغد”، أوضح الديك أن فرنسا ستكون أول دولة من مجموعة السبع الصناعية الكبرى تتخذ هذه الخطوة التاريخية، ما يعكس تحوّلًا مهمًا في التوازنات الدولية المرتبطة بالقضية الفلسطينية، خاصة في ظل عضوية فرنسا الدائمة في مجلس الأمن وثقلها السياسي والاقتصادي عالميًا.

وأضاف أن هذا التوجه الفرنسي سيساهم في خلق كتلة داعمة داخل مجلس الأمن تضم روسيا والصين وفرنسا، ما يعزز من فرص الضغط الدولي لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ويدفع دولًا أوروبية أخرى إلى اتخاذ خطوات مماثلة، كـبريطانيا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ، التي تواجه ضغوطًا داخلية مماثلة.

وأشار الديك إلى أن هذا الإعلان يعكس أيضًا تحولات داخلية في السياسة الفرنسية، مدفوعة بتزايد الضغوط من الجالية العربية والإسلامية، ورغبة الحكومة الفرنسية في استعادة توازنها الأخلاقي في ملفات الشرق الأوسط، بعد سنوات من التراجع والدعم غير المباشر للسياسات الإسرائيلية.

كما بيّن أن الرسالة الأخيرة التي أرسلتها القيادة الفلسطينية إلى الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي، والتي تضمنت التزامًا بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية قبل نهاية العام، لعبت دورًا مهمًا في تعزيز الموقف الفرنسي الداعم للاعتراف.

وحذّر الديك من رد الفعل الإسرائيلي المتوقع، مرجحًا أن تلجأ تل أبيب إلى تسريع الاستيطان، وفرض عقوبات اقتصادية على السلطة الفلسطينية، ومصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية، مستندة في ذلك إلى الأغلبية داخل الكنيست التي تدعم ضم أجزاء من الضفة الغربية.

واختتم المحلل السياسي تصريحه بالتأكيد على أن الاعتراف الفرنسي المرتقب يشكّل بداية مسار دولي جديد يعيد الاعتبار للحقوق الفلسطينية المشروعة، ويعيد توجيه البوصلة الأخلاقية والدبلوماسية نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى