العالم العربيفلسطين

عشائر غزة: نرفض المساعدات المغمسة بدماء الشهداء ولا نقبل الذل مقابل “كرتونة”

أعلن تجمع عشائر غزة، اليوم الجمعة، رفضه القاطع للتعامل مع مراكز توزيع المساعدات التي تُشرف عليها إسرائيل والولايات المتحدة داخل قطاع غزة، مؤكدًا أن “المعونات التي تقدمها تل أبيب وواشنطن مغموسة بدماء الشهداء”، ولا تحقق الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية.

وقال حسني سلمان المغني، رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر في مؤتمر صحفي عقده بغزة، إن ما يتم تقديمه من مساعدات لا يبرر حجم الكارثة التي يتعرض لها الفلسطينيون، موضحًا: “نُقدم يوميًا ما بين 80 إلى 90 شهيدًا، مقابل كرتونة معونات”. وأضاف: “نرفض هذه الطريقة المذلة، نريد أن نعيش بكرامة كبقية شعوب الأرض”.

ويأتي الموقف العشائري بالتزامن مع زيارة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى أحد مراكز توزيع المساعدات التابعة لما يعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” في مدينة رفح جنوب القطاع.

ودعا المغني ويتكوف إلى النزول الميداني للاطلاع على حجم المجاعة والدمار، وقال: “تعالوا وشاهدوا الخيام، وشمس الصيف الحارقة التي لا ترحم آلاف الجوعى من الأطفال وكبار السن والنساء.. هؤلاء لا يجدون ماءً ولا طعامًا ولا مأوى”.

وانتقد المغني بشدة آلية توزيع المساعدات، معتبرًا أن “اللصوص هم من يصلون إلى أماكن التوزيع، بينما يُترك كبار السن والعجزة ليلاقوا مصيرهم”. وأردف قائلاً: “هذه ليست إغاثة، بل إذلال ممنهج بتنسيق مع الاحتلال”.

وأكد أن “ما يُقال عن دخول مساعدات إلى غزة لا يعني أنها وصلت فعليًا إلى المحتاجين، فالجوع لا يزال سيد الموقف”. وطالب بوقفة ضمير من العالم قائلاً: “نناشد أحرار العالم.. شاهدوا الذل والجوع بأعينكم، نحن نموت ببطء وسط صمت عالمي مريب”.

يُذكر أن هذه التصريحات تأتي في ظل أزمة إنسانية متفاقمة تعصف بالقطاع، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 154 فلسطينيًا، بينهم 89 طفلًا، توفوا بسبب المجاعة وسوء التغذية منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، في حين تقول تقارير صحية إن أكثر من 9 آلاف فلسطيني أصيبوا خلال محاولات الحصول على مساعدات غذائية أُطلقت خلالها النيران عليهم.

ويؤكد مسؤولون فلسطينيون أن المساعدات التي تدخل القطاع تحت إشراف إسرائيلي أميركي تُستخدم كأداة للضغط والتهجير وإعادة احتلال القطاع تدريجيًا، تحت غطاء “إنساني زائف”.

منذ بدء العدوان، خلفت الحرب الإسرائيلية – بدعم مباشر من واشنطن – أكثر من 208 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن آلاف المفقودين ومئات الآلاف من النازحين، في ظل تدهور إنساني وصفته الأمم المتحدة بـ”الكارثي”.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى