
ردّت وزارة الخارجية المصرية، الخميس، على التظاهرات الشعبية والسياسية التي نظّمت أمام سفاراتها في بعض الدول، معتبرة إياها “إجحافًا لدور مصر التاريخي” في دعم القضية الفلسطينية، و”هدية مجانية للاحتلال الإسرائيلي”.
وفي بيان ضمن منشورات حملت عنوان “10 ادعاءات تتردد حول معبر رفح ونفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة” نشرتها الخارجية المصرية عبر صفحتها على فيسبوك، شدّدت القاهرة على أن هذه التظاهرات “تخدم أجندة الاحتلال” وتستهدف تشويه الدور المصري المتواصل منذ النكبة عام 1948.
وقالت الخارجية المصرية إن “هناك محاولات ممنهجة لتزييف الحقائق، والتشكيك في دور مصر وتقويضه، بهدف إحباط الشعوب العربية، وزرع الانقسام بينها، وإضعاف صمود الشعب الفلسطيني”.
وأضاف البيان أن الاحتجاجات أمام السفارات المصرية تسهم في تشتيت الانتباه عن المسؤول الحقيقي عن الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وتخفف من الضغط الدولي المتصاعد على إسرائيل لوقف جرائمها وانتهاكاتها بحق المدنيين الفلسطينيين.
كما نفت الخارجية المصرية مجددًا ما يتردد حول إغلاق معبر رفح، وأكدت أن “المعبر لم يُغلق يومًا من الجانب المصري منذ بداية الحرب الغاشمة على غزة”، موضحة أن “بوابة المعبر مفتوحة من الجانب المصري، ولكن استمرار إغلاق البوابة الفلسطينية من قبل الاحتلال الإسرائيلي هو ما يعوق دخول المساعدات”.
احتجاجات في تل أبيب
ويأتي هذا الرد المصري بعد تنظيم تظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب، قادها عدد من الشخصيات البارزة داخل الخط الأخضر، من بينهم الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية، ونائبه الشيخ كمال الخطيب، احتجاجًا على استمرار الحصار والتجويع في قطاع غزة.
ضحايا الجوع.. وإدانات دولية متصاعدة
وفي ذات السياق، أعلنت وزارة الصحة في غزة، الخميس، وفاة طفلين جديدين بسبب التجويع وسوء التغذية، لترتفع حصيلة ضحايا الجوع إلى 159 شهيدًا، بينهم 90 طفلاً، فيما أكدت منظمة “يونيسف” أن “كل ساعة تمرّ تشهد وفاة مزيد من الأطفال في القطاع”.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة الدعوات الدولية والأممية لوقف الحرب ورفع الحصار عن غزة، لا سيما بعد تزايد أعداد القتلى الفلسطينيين عند نقاط توزيع المساعدات المرتبطة بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، التي يرى مراقبون أن الولايات المتحدة وإسرائيل تستخدمانها كغطاء لتجويع الفلسطينيين وفرض التهجير القسري.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل، بدعم أميركي، حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، أدّت إلى سقوط أكثر من 205 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود، وتشريد مئات الآلاف وسط تدهور غير مسبوق للأوضاع الإنسانية.