أخبار العالمسوريا

واشنطن تشيد بالرئيس السوري أحمد الشرع.. وإسرائيل توجّه رسالة أمنية إلى دمشق

في تطور لافت في ملف العلاقات الدولية بشأن سوريا، أشاد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم براك، بالرئيس السوري أحمد الشرع، معربًا عن ثقته في “نيات الشرع الصادقة” وسعيه لتحقيق الاستقرار بما يتماشى مع أهداف الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.

وفي تصريحات أدلى بها الجمعة، أوضح براك أن الشرع “لا ينظر إلى إسرائيل كعدو”، مؤكدًا أن الأمن والاستقرار في سوريا يتطلبان إشراك جميع الأطراف والطوائف ضمن مشروع الدولة السورية، مشيرًا إلى أن إيران تظل “تحديًا مشتركًا لكل من دمشق وواشنطن”.

وأضاف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان محقًا في قراره برفع العقوبات عن سوريا، مؤكدًا أن عملية الرفع تتم “بشكل تدريجي وتحت المراقبة”، تماشيًا مع التطورات على الأرض.

وكان ترامب قد التقى الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في الرياض يوم 14 مايو 2025، في أول لقاء بين رئيس أميركي وقائد سوري منذ 25 عامًا، وهو لقاء وصفه مراقبون بأنه تحول نوعي في العلاقات بين البلدين، بعد سنوات طويلة من القطيعة والعقوبات.

إسرائيل تطلب قوات “أمن داخلي درزية” بدلًا من الجيش السوري في الجنوب

وفي سياق متصل، كشفت قناة “كان” الإسرائيلية، الخميس، أن إسرائيل وجهت رسالة رسمية إلى حكومة دمشق تطالب فيها بعدم نشر قوات الجيش السوري في الجنوب السوري، داعية إلى الاستعاضة عنها بعناصر أمن داخلي تابعين لوزارة الداخلية السورية من أبناء الطائفة الدرزية.

وقالت القناة إن تل أبيب “تواصل رفضها لأي انتشار عسكري سوري نظامي قرب حدودها”، وتفضل وجود قوات أمنية محلية من الدروز، بزعم أنها لن تشكل تهديدًا على الجبهة الشمالية.

ويأتي هذا الطلب الإسرائيلي في ظل توتر متزايد بين تل أبيب ودمشق بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، واستمرار تل أبيب في تنفيذ غارات جوية على مواقع سورية عسكرية ومدنية، وحتى استهداف منشآت في العاصمة دمشق بذريعة منع تموضع “مهدد” من إيران أو فصائل حليفة.

إسرائيل تعزز وجودها في الجولان وجبل الشيخ

وأشارت القناة العبرية إلى أن إسرائيل استغلت الانهيار السياسي في سوريا عقب إسقاط نظام الأسد لتعزيز احتلالها لهضبة الجولان، مشيرة إلى إعلان انهيار اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، التي كانت ترعى التهدئة بين الجانبين.

كما أكدت القناة أن الجيش الإسرائيلي فرض سيطرته على جبل الشيخ الإستراتيجي، الذي لا يبعد سوى 35 كيلومترًا عن دمشق، ويطل على الحدود اللبنانية الفلسطينية، مما يرفع من المخاوف الإقليمية من نية إسرائيل فرض واقع جديد في الجغرافيا السورية.

قراءة في المشهد

يرى مراقبون أن تصريحات المبعوث الأميركي تمثل محاولة لإعادة تطبيع تدريجي للعلاقات بين واشنطن ودمشق في عهد الشرع، بالتوازي مع توازنات دقيقة بين الضغوط الإسرائيلية واحتياجات الأمن الإقليمي.

وتشير التحركات الإسرائيلية في الجنوب السوري إلى سعي لتأسيس مناطق نفوذ أمني غير مباشر، في وقت تلوّح فيه واشنطن بورقة رفع العقوبات تدريجيًا مقابل التهدئة و”ضبط الجبهات”.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى