يديعوت أحرونوت: حكومة نتنياهو تسير نحو انهيار دبلوماسي بسبب تجويع غزة

قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الجمعة، إن حكومة بنيامين نتنياهو تتجه نحو انهيار دبلوماسي، نتيجة تجاهلها التحذيرات الدولية المتزايدة بشأن تفشي المجاعة في قطاع غزة.
الكابينيت قرر وقف المساعدات رغم تحذيرات الأجهزة الأمنية
وأوضحت الصحيفة أن المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينيت) قرر يوم 2 مارس/ آذار الماضي وقف إدخال المساعدات الغذائية إلى القطاع، رغم إدراك المؤسسة الأمنية لمؤشرات تصاعد أزمة المجاعة وتحذيرات واضحة من منسق شؤون الحكومة الجنرال رَسان عليان، بالإضافة إلى تحذيرات منظمات إغاثة دولية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين وسياسيين إسرائيليين – لم تسمّهم – قولهم إن قرار الحكومة بوقف إدخال المساعدات لم يُتخذ بناءً على اعتبارات استراتيجية، بل خضع لضغوط سياسية من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
“غزة على شفا مجاعة”.. والحكومة تستمر في المنع
وأكدت الصحيفة أن الحكومة كانت تعلم بأن “غزة على شفا مجاعة”، إلا أنها واصلت منع دخول المساعدات الإنسانية، ما عرّض حياة مئات آلاف الفلسطينيين المدنيين للخطر، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث.
تحذيرات أوروبية وأمريكية.. ونتنياهو يماطل
وأشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن الاتحاد الأوروبي حذّر إسرائيل من تصاعد الكارثة في غزة، ولوّح بتعليق اتفاق الشراكة معها، كما سبقه تحذير من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم الدعم المطلق الذي تقدمه واشنطن لتل أبيب.
لكن رغم كل هذه التحذيرات، تقول الصحيفة إن نتنياهو “أضاع الوقت وتردد في اتخاذ قرارات حاسمة”، ما قاد إسرائيل إلى حافة أزمة دبلوماسية خطيرة.
وختمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن “إسرائيل سارت نحو أزمة إنسانية في غزة وانهيار دبلوماسي وشيك”.
تجويع غزة.. سياسة ممنهجة في إطار الإبادة
ويُشار إلى أن إسرائيل، ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتكبت إلى جانب المجازر سياسة تجويع ممنهجة بحق سكان غزة، حيث أغلقت جميع المعابر في 2 مارس الماضي أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية.
وتسببت هذه الإجراءات في تفشي المجاعة، ووصول مؤشرات الجوع إلى مستويات كارثية تهدد ملايين الأرواح.
حصيلة الكارثة: أكثر من 207 ألف بين قتيل وجريح
وخلفت الإبادة المستمرة حتى اليوم أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، إلى جانب مجاعة أزهقت أرواح كثيرين ممن لم يصلهم الغذاء أو العلاج.