مواجهات بتل أبيب خلال مظاهرة ضخمة تطالب بوقف حرب غزة والإفراج عن الأسرى

اندلعت مواجهات، مساء الخميس، بين الشرطة الإسرائيلية وآلاف المتظاهرين وسط تل أبيب، خلال احتجاجات غاضبة على استمرار حرب الإبادة والتجويع التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023.
ورفع المحتجون، الذين احتشدوا في ميداني المسارح وديزينغوف، لافتات وصورًا لأطفال فلسطينيين قضوا جوعًا، مطالبين بوقف فوري للحرب والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الشرطة اعتقلت عددًا من المتظاهرين بعد اندلاع اشتباكات خلال محاولة تفريق الحشود التي نددت أيضًا باستمرار احتجاز الأسرى الإسرائيليين في غزة، معتبرة أن الحكومة تُماطل في عقد صفقة للإفراج عنهم.
ضغوط متزايدة لعقد صفقة شاملة
تأتي المظاهرة تزامنًا مع تقارير نقلها الإعلام العبري عن مسؤولين إسرائيليين أفادوا بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ناقش مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، خلال زيارته الحالية إلى إسرائيل، الانتقال من صيغة صفقة جزئية إلى صفقة شاملة مع حركة “حماس” تشمل إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين.
من جهتها، أكدت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة دعمها لخيار الصفقة الشاملة، معتبرة أن الحلول الجزئية أو الانتقائية “لا تمتلك منطقًا عسكريًا ولا أخلاقيًا”، وتزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية والسياسية.
تعنت حكومي ورفض دولي
وعلى الرغم من إعلان حركة “حماس” المتكرر استعدادها لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل وقف الحرب، وانسحاب الاحتلال من غزة، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، إلا أن نتنياهو يواصل طرح شروط جديدة، أبرزها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، إلى جانب نية إعادة احتلال القطاع، ما يعرقل أي تقدم حقيقي في المفاوضات.
وتؤكد التقارير الحقوقية أن أكثر من 10 آلاف و800 أسير فلسطيني يقبعون في السجون الإسرائيلية، يعانون من سوء المعاملة والتجويع والإهمال الطبي، ما أدى إلى وفاة العديد منهم في ظروف وصفت بالكارثية.
كارثة إنسانية مستمرة
منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ حرب إبادة جماعية في غزة، أسفرت حتى الآن عن أكثر من 207 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود، ومجاعة غير مسبوقة أودت بحياة عشرات المدنيين، في ظل استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات.