تحالف القوى الفلسطينية يرفض تصريحات عباس حول الانتخابات: تمهيد لتصفية المقاومة وتكريس التفرد بالقرار

رفض “تحالف القوى الفلسطينية” بشدة تصريحات رئيس السلطة محمود عباس التي حدد فيها شروطًا إقصائية للمشاركة في الانتخابات، محذرًا من تداعياتها على وحدة الصف الفلسطيني وقضية المقاومة.
أصدر تحالف القوى الفلسطينية، السبت، بيانًا شديد اللهجة أعرب فيه عن رفضه واستغرابه من تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والتي أعلن فيها أن الانتخابات العامة المقبلة “لن تشمل القوى السياسية والأفراد غير الملتزمين ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية والتزاماتها الدولية، بما في ذلك الشرعية الدولية والسلاح الشرعي الواحد، وإقامة دولة فلسطينية غير مسلحة، بما يشمل قطاع غزة”.
“انقلاب جديد على تفاهمات المصالحة”
وصف التحالف في بيانه تصريحات عباس بأنها “محاولة لفرض انتخابات إقصائية وغير توافقية”، معتبرًا أنها تمثل “تكريسًا للتفرد بالقرار الوطني، وإقصاءً واضحًا لقوى المقاومة تحت ذرائع سياسية لا تحظى بالإجماع الوطني”.
وأضاف أن “ما يجري يمثل انقلابًا جديدًا على تفاهمات المصالحة الوطنية التي أُقرت في أكثر من عاصمة عربية ودولية”، في إشارة إلى الاتفاقات التي سعت إلى توحيد الصف الفلسطيني على أساس شراكة وطنية.
“دولة غير مسلحة” تصب في مصلحة الاحتلال
اعتبر التحالف أن الحديث عن دولة فلسطينية غير مسلحة هو موقف بالغ الخطورة، يخدم الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر، ويستهدف تفكيك أدوات الدفاع عن الشعب الفلسطيني في ظل ما يتعرض له من عدوان متواصل، لا سيما في غزة والضفة الغربية والقدس.
إعادة تشكيل المجلس الوطني بمشاركة الجميع
شدد البيان على أن “المجلس الوطني الفلسطيني يجب أن يُعاد تشكيله على أسس وطنية ديمقراطية وتوافقية، وبمشاركة جميع القوى دون استثناء، باعتباره الإطار التمثيلي الأعلى للشعب الفلسطيني”.
“الانتخابات الشكلية” محاولة لتصفية القضية
وختم التحالف بيانه بتوجيه دعوة لجماهير الشعب الفلسطيني وقواه الحيّة إلى الوقوف في وجه محاولات تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن ما يُطرح من انتخابات “شكلية” ومسارات “انفصالية” لا يخدم المصلحة الوطنية.
كما شدد على أن “المقاومة حق مشروع لا يمكن التنازل عنه، وأن سلاح المقاومة هو خط الدفاع الأول عن الحقوق الوطنية المشروعة”.
في ظل عدوان متواصل على غزة
تأتي هذه التطورات السياسية بالتزامن مع مواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة بدعم أميركي مطلق منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما أسفر حتى الآن عن نحو 208 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، في ظل كارثة إنسانية تتصدرها المجاعة وأزمة الإبادة الجماعية.