“أسبوع مفصلي في إسرائيل”.. قرارات مرتقبة قد تغيّر وجه الحرب على غزة

وصفت وسائل إعلام إسرائيلية الأسبوع الجاري بأنه “مصيري” في مسار الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، مع ترقب قرارات استراتيجية من القيادة السياسية والعسكرية يُتوقع أن تُحدث تحولًا كبيرًا في مجريات الحرب.
ونقل موقع إخباري عبري عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن إسرائيل تقف اليوم عند “مفترق طرق”، مشيرًا إلى أن حركة حماس لا تزال تماطل في المفاوضات، وأن هناك نقاشًا داخليًا حول مصير “الصفقة الجزئية” التي تشمل وقف إطلاق نار مدته 60 يومًا مقابل إطلاق أسرى.
توتر بين الجيش والسياسيين
في الأثناء، تحدثت قناة 12 العبرية عن توتر متصاعد بين القيادة العسكرية والمستوى السياسي، في ظل تحفظ الجيش على نية توسيع العمليات العسكرية داخل القطاع، وخاصة في ظل ما يعتبره الجيش “استنزافًا غير محسوب النتائج”.
وفي خطوة لها دلالات، ألغى رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير زيارة كانت مقررة إلى الولايات المتحدة، مؤكدًا –بحسب “جيروزاليم بوست”– أن سفره مرهون بتحقيق وقف إطلاق نار دائم في غزة.
احتجاجات عارمة من عائلات الأسرى
تصاعدت الضغوط الشعبية على الحكومة الإسرائيلية، حيث شارك عشرات الآلاف مساء السبت في مظاهرات حاشدة بتل أبيب، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل مع حماس تؤدي إلى تحرير الأسرى الإسرائيليين.
وفي مؤتمر صحفي أثناء المظاهرة، اتهم أفراد من عائلات الأسرى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بـ”إضاعة الفرص وعرقلة أي حل حقيقي”، مطالبين بتدخل دولي وأميركي سريع.
خطة أميركية غير معلنة
من جهة أخرى، كشفت عائلات الأسرى عن اجتماع استمر ثلاث ساعات مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أكد خلاله وجود خطة أميركية لإنهاء الحرب، تشمل تحرير الأسرى، دون الكشف عن تفاصيلها.
ورغم محاولة ويتكوف طمأنة العائلات، إلا أن معظم المشاركين أعربوا عن خيبة أملهم، معتبرين أن المبعوث الأميركي “يتبنى نهج نتنياهو ويمنحه الغطاء للاستمرار في الحرب”.
وحدة اغتيالات سرية تلاحق حماس بالخارج
وفي تطور أمني لافت، كشفت صحيفة معاريف عن تأسيس جهاز “الشاباك” لوحدة عمليات خاصة لتصفية قادة حركة حماس في الخارج، بعد اتهامات للموساد بالفشل في هذا الملف. وتشمل مهام الوحدة تنفيذ عمليات في دول عربية وأوروبية، خارج اختصاصها التقليدي.
واعتبر مراسل الصحيفة العسكري أن هذه الخطوة تعكس تغيرًا جذريًا في طريقة إدارة إسرائيل للمعركة ضد قيادات حماس بالخارج، والتي كانت حتى وقت قريب بمنأى عن الضربات المباشرة.
خيارات تصعيدية عسكرية
وفقًا لمصادر عسكرية، يدرس الجيش تنفيذ خطتين بديلتين، أولاهما فرض حصار شامل على مدينة غزة وشن هجوم جوي ومدفعي واسع على الأحياء السكنية، في حال فشل مساعي التهدئة.
كما أشار التقرير إلى أن القوات الميدانية التابعة لفرقة 162 أحرزت تقدمًا شمال القطاع، وأوشكت على إنهاء مهمتها في جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا.
أخطاء إنسانية فادحة
انتقد التقرير العسكري في معاريف قرار تقليص المساعدات الإنسانية بضغط من وزير المالية سموتريتش، معتبرًا أن ذلك خطأ إستراتيجي فادح عزز من أزمة الغذاء وساعد حماس على إحكام سيطرتها على توزيع المساعدات.
في المقابل، اقترح التقرير –نقلًا عن مداولات داخل الدوائر الأمنية– بأن إغراق غزة بالمواد الغذائية عبر تمويل دولي كان سيُضعف حماس ويقوّض سيطرتها.
الموقف الأميركي: تصريحات حذرة وتحركات ميدانية
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بدوره، دعا إلى ضمان تدفق مساعدات غذائية تفوق احتياجات السكان، معتبرًا أن “الجوع يعزز قبضة حماس على الميدان”، في حين لا تزال إدارة بايدن تلتزم الحذر في تصريحاتها بشأن وقف الحرب.