الأمن السوري يستعيد نقاطًا تقدمت إليها ميليشيات الهجري في السويداء… ووقف الاشتباكات مجددًا

أعلن مصدر أمني سوري استعادة قوات الأمن الداخلي السيطرة على نقاط حساسة في ريف السويداء، بعد مواجهات مع ميليشيات تابعة لحكمت الهجري، أحد أبرز مشايخ عقل الدروز، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار جنوب البلاد.
قال مصدر أمني سوري، الأحد، إن قوات الأمن الداخلي استعادت السيطرة على المواقع التي تقدّمت إليها ميليشيات حكمت الهجري في ريف السويداء، مشيرًا إلى أن ذلك جاء بعد تصدّي القوات للهجوم المنظم على نقاط تمركزها في مناطق تل الحديد، وريمة حازم، وبلدة ولغا.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن المصدر – دون تسميته – أن قوات الأمن تمكنت من تأمين المنطقة بشكل كامل ووقف الاشتباكات، في إطار الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار المعلن منذ 19 يوليو/ تموز الماضي.
ميليشيات “الهجري” واتّهامات بالانفصال والتنسيق الخارجي
وأوضح المصدر أن المجموعات المهاجمة تنتمي إلى ما يُعرف بـ”المجلس العسكري في السويداء”، وهو كيان مسلح مدعوم من الشيخ حكمت الهجري، ويتبنى توجهًا انفصاليًا ويرفض الاندماج في مؤسسات الدولة السورية، وفقًا لوصف المصدر.
وتُتّهم هذه المجموعات من قِبل أطراف محلية بأنها تحظى بدعم خارجي، بما في ذلك دعم من إسرائيل، في ظل اتهامات مستمرة بتقويض الأمن الوطني وتشجيع الفوضى المسلحة في الجنوب السوري.
استمرار عمليات الإجلاء والمساعدات الإنسانية
يتزامن هذا التطور الميداني مع مواصلة الحكومة السورية عمليات إجلاء المدنيين الراغبين بالخروج من مناطق التوتر إلى مراكز إيواء، خاصة في محافظة درعا المجاورة، حيث تتكفل مؤسسات رسمية وأهلية بتوفير الإغاثة.
وتستمر أيضًا قوافل المساعدات الإنسانية بالتدفق إلى السويداء بإشراف حكومي، وذلك ضمن الجهود لتطويق الأزمة وتهدئة الأوضاع.
أربعة اتفاقات لوقف إطلاق النار… والأزمة مستمرة
منذ اندلاع الاشتباكات بين مجموعات درزية وعشائر بدوية في السويداء مطلع يوليو، والتي أسفرت عن مئات القتلى، سعت الحكومة السورية إلى فرض تهدئة عبر إبرام أربعة اتفاقات لوقف إطلاق النار، كان آخرها في 19 يوليو.
رغم تلك الاتفاقات، تشهد بعض المناطق توترات متقطعة تعيق الاستقرار، ما دفع قوات الأمن إلى التحرك لضبط الفوضى وتأمين النقاط الحيوية.
في ظل إدارة سورية جديدة بعد إسقاط نظام الأسد
وتأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه الإدارة السورية الجديدة جهودها لضبط الأمن وإعادة الاستقرار منذ إطاحة نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، بعد 24 عامًا في الحكم.
وتواجه الحكومة الحالية تحديات أمنية كبيرة في مناطق الجنوب السوري، خاصة في السويداء ودرعا، وسط تصاعد أنشطة المجموعات المسلحة التي تُوصف بـ”الخارجة عن القانون”.