مسيرات حاشدة في الضفة الغربية نصرة لغزة ودعماً للأسرى في “اليوم العالمي لنصرة غزة”

شارك آلاف الفلسطينيين، الأحد، في وقفات ومسيرات جماهيرية حاشدة عمت مختلف محافظات الضفة الغربية المحتلة، دعماً لقطاع غزة ورفضاً لاستمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي، وتضامناً مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال
فعاليات وطنية ودولية لإسناد غزة والمعتقلين
جاءت الفعاليات بدعوة من مؤسسات رسمية وأهلية وقوى سياسية فلسطينية، بمناسبة الثالث من أغسطس/آب، الذي أُعلن عنه كيوم وطني وعالمي لنصرة غزة والأسرى الفلسطينيين.
وكانت مؤسسات وقوى فلسطينية قد أقرت، في 20 يوليو/تموز الماضي، اعتماد هذا اليوم سنوياً لرفض الإبادة الجماعية، ومخططات التهجير والاستيطان، وللمطالبة بإنهاء معاناة قطاع غزة والمعتقلين في سجون الاحتلال.
ورفع المشاركون لافتات نددت بـالمجازر الإسرائيلية وسياسة التجويع في قطاع غزة، وأخرى طالبت بالإفراج الفوري عن الأسرى. كما رددوا هتافات غاضبة ضد صمت المجتمع الدولي، داعين إلى تحرك عاجل لفتح المعابر وإدخال المساعدات.
رام الله: فعالية مركزية ورسائل رمزية مؤثرة
في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، شارك المئات في الفعالية المركزية التي أُقيمت وسط المدينة، بالتزامن مع إضراب تجاري استمر ساعتين أغلقت خلاله المحلات أبوابها تضامناً.
وتجمع المشاركون في محيط ميدان المنارة، رافعين أعلام فلسطين وصورًا لضحايا المجاعة. وارتدى بعضهم ملابس طُبعت عليها هياكل عظمية، في إشارة رمزية إلى تدهور الوضع الصحي في غزة، بينما حمل آخرون مجسمات لأكفان أطفال تعبيراً عن أن الأطفال والنساء يشكلون الغالبية الساحقة من ضحايا الإبادة.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف:
“فعاليات اليوم الوطني والعالمي تهدف إلى إعلاء الصوت لوقف الإبادة بغزة، والجرائم في الضفة، وإسناد الأسرى في السجون.”
وأكد أن الشعب الفلسطيني موحد في وجه الاحتلال، ومتمسك بحق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
من جانبها، صرّحت الأسيرة المحررة إيمان نافع خلال مشاركتها:
“رسالتنا هي وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان، ودعوة لكسر الصمت العربي والعالمي تجاه ما يجري في غزة.”
وأضافت:
“تجويع أهلنا في غزة عار على العالم، ويكفينا تنديدًا وتصريحات، نريد فعلاً وتحركاً على الأرض.”
مسيرات في نابلس والخليل: صرخات غضب ودعوات للمحاسبة
في مدينة نابلس شمال الضفة، انطلقت مسيرة من شارع فلسطين باتجاه ميدان الشهداء، بمشاركة واسعة من أهالي الأسرى، الذين رفعوا شعارات تطالب بالإفراج عن ذويهم.
ودعا المشاركون إلى تدخل دولي فوري لوقف الإبادة الجماعية، وفرض عقوبات حقيقية على حكومة الاحتلال، منتقدين الاكتفاء بـ”بيانات الإدانة”.
وارتدى عدد من المشاركين ملابس مغطاة باللون الأحمر، وحملوا أكياساً رمزية للدلالة على استهداف الجيش الإسرائيلي لمنتظري المساعدات.
أما في مدينة الخليل جنوب الضفة، فنظم المئات مسيرة حاشدة رفعوا فيها شعارات منددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وبعجز المؤسسات الدولية، معربين عن استيائهم من “الصمت الدولي المخزي تجاه الجرائم المرتكبة”.
تصعيد متزامن في الضفة مع إبادة غزة
بالتزامن مع استمرار الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون من اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، وسط تصاعد الاعتقالات والاقتحامات وهدم المنازل.
حصيلة دامية للإبادة الإسرائيلية
وخلال عشرة أشهر من المجازر، خلفت الحرب الإسرائيلية أكثر من 209 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، وسط كارثة إنسانية ومجاعة خانقة أزهقت أرواح الآلاف، في ظل دعم أمريكي مطلق واستمرار الحصار.