الجيش الإسرائيلي يُلغي تمديد الخدمة الإلزامية وسط تصاعد الإنهاك وحالات الانتحار

في خطوة تعكس عمق الأزمة التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي، قرر رئيس الأركان إيال زامير إلغاء أوامر تمديد الخدمة الإلزامية لمدة أربعة أشهر للجنود النظاميين، وذلك بعد تصاعد الشكاوى من الإنهاك الجسدي والنفسي بين الجنود المشاركين في القتال بقطاع غزة.

وجاء القرار، بحسب هيئة البث الإسرائيلية، بعد نقاشات موسعة داخل هيئة الأركان، تناولت تدهور الحالة النفسية لقوات الاحتياط والنظاميين، في ظل استمرار العمليات العسكرية منذ أكتوبر 2023، وتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار.

ويعرف التمديد الذي تم إلغاؤه بـ”الأمر 8“، والذي كان يفرض على الجنود البقاء في الخدمة أربعة أشهر إضافية بعد انتهاء فترتهم النظامية، لكن زامير قرر وقف العمل به، متعهداً بعدم تجاوز فترة الـ74 يوماً سنوياً لجنود الاحتياط، ومعتبراً أن الضغوط الحالية لا تبرر تحميلهم أعباءً إضافية.

يأتي القرار في وقت تتزايد فيه حالات الانتحار بين الجنود الإسرائيليين، حيث كشفت تحقيقات داخلية أن 16 جندياً انتحروا منذ بداية عام 2025، نتيجة ضغوط الحرب وسوء الظروف النفسية والمعيشية.

وفي أبريل الماضي، نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” تقريراً يؤكد أن الجيش لجأ إلى “كود الطوارئ 77″، لإجبار الجنود على الاستمرار في الخدمة، نظراً للنقص الحاد في القوات المقاتلة، ما فجر موجة استياء داخلية.

هذا وتستمر كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في إلحاق خسائر بشرية ومادية بالقوات الإسرائيلية، من خلال عمليات نوعية موثقة بالصوت والصورة، في وقت تفرض فيه الرقابة العسكرية الإسرائيلية قيوداً مشددة على نشر تفاصيل الخسائر.

وتأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه إسرائيل حربها على قطاع غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 209 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، وتسببت بمجاعة ودمار واسع وسط اتهامات دولية متزايدة بارتكاب جرائم إبادة وتجويع بحق المدنيين.