الكرملين يترقب محادثات “مهمة ومفيدة” مع المبعوث الأميركي وسط تصاعد الضغط لإنهاء حرب أوكرانيا

قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، إن موسكو تتوقع عقد محادثات “مهمة ومفيدة” هذا الأسبوع مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، معربًا عن تقدير الكرملين للجهود الأميركية الرامية إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا.
وتأتي هذه التصريحات قبل أيام من انتهاء مهلة حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للكرملين حتى يوم الجمعة المقبل، لإحراز تقدم في مسار السلام، أو مواجهة موجة جديدة من العقوبات.
ورغم هذا الضغط الأميركي، تواصل روسيا عملياتها العسكرية المكثفة داخل أوكرانيا، في وقت تتعثر فيه المفاوضات السياسية بعد ثلاث جولات من المحادثات غير المثمرة في إسطنبول.
وتشترط موسكو للاعتراف بأي اتفاق سلام أن تتخلى كييف عن خمس مناطق، من ضمنها شبه جزيرة القرم وأربع مناطق شرقية تحت سيطرة جزئية للقوات الروسية، إضافة إلى التزام بعدم الانضمام لحلف “الناتو” ووقف تلقي السلاح من الغرب.
بينما تطالب كييف بانسحاب كامل للقوات الروسية، وضمانات أمنية غربية تشمل استمرار الدعم العسكري، بل ودعت بعض الدول الأوروبية إلى “تغيير النظام في موسكو”، على لسان الرئيس زيلينسكي.
تصعيد ميداني ومرتزقة أجانب
وعلى الأرض، يشهد النزاع تصعيدًا متواصلًا، حيث أعلنت أوكرانيا وروسيا إسقاط عشرات المسيّرات خلال الليلة الماضية. كما أدت الضربات الروسية إلى مقتل 5 أشخاص في زابوريجيا وخيرسون، في حين أكد زيلينسكي أن روسيا تسعى لإنشاء “منطقة عازلة” داخل مقاطعة خاركيف المتاخمة للحدود.
وفي تطور لافت، أعلن زيلينسكي أن قوات بلاده تواجه “مرتزقة أجانب” يقاتلون لصالح موسكو، مشيرًا إلى وجود مقاتلين من الصين، باكستان، طاجيكستان، أوزبكستان، ودول أفريقية، متوعدًا بـ”رد حاسم” على هذا التصعيد.
ورغم نفي الصين للاتهامات بتجنيد مقاتلين، أكدت كييف رصدهم على جبهات القتال، فيما تحدثت تقارير استخباراتية عن نشر كوريا الشمالية الآلاف من جنودها بمنطقة كورسك الروسية لدعم القوات الروسية.
اتفاق تبادل أسرى وهدوء مؤقت
في المقابل، أعلن زيلينسكي أن الجانبين يستعدان لتنفيذ صفقة تبادل أسرى تشمل 1200 جندي أوكراني، في خطوة نادرة قد تفتح باباً لخفض التصعيد ولو مؤقتًا.
تحليل
الاجتماع المرتقب بين ويتكوف والكرملين قد يشكل اختبارًا حقيقيًا للنوايا الروسية، إذ لم تعد العواصم الغربية تكتفي بالإدانة، بل تتحرك لفرض وقائع سياسية واقتصادية، أبرزها التهديد بالعقوبات إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
وبينما يشدد بوتين على رغبته في “سلام دائم ومستقر”، لا تزال شروط موسكو بعيدة عن الحد الأدنى المقبول لدى كييف.
وفي ظل واقع ميداني متفجر، وضغط أميركي متصاعد، ومأزق سياسي لا انفراجة في أفقه، يبقى مصير الحرب الأوكرانية رهينة لمحادثات قد تكون “مفيدة” كما يراها الكرملين، أو “حاسمة” كما تراها واشنطن.