ديمقراطيون أميركيون يراجعون مواقفهم من إسرائيل: أصوات داخل الكونغرس تندد بتجويع أطفال غزة

بدأت مواقف عدد من النواب الديمقراطيين المؤيدين تقليديًا لإسرائيل تشهد تحولات لافتة، مع تصاعد المجاعة في قطاع غزة وتوالي أنباء وفاة الأطفال نتيجة نقص الغذاء والدواء، ما دفع وسائل إعلام أميركية للتحذير من تصدع غير مسبوق في الدعم التقليدي لتل أبيب داخل الكونغرس.
ونقل موقع “بوليتيكو” عن مصادر في الكونغرس، أن بعض الشخصيات الديمقراطية التي اشتهرت بدعمها القوي لإسرائيل بدأت تراجع موقفها وتُظهر استياءً متزايدًا من السياسات الإسرائيلية، خاصة في ظل الصور والمعلومات المتزايدة عن وفاة أطفال فلسطينيين بسبب الجوع.
ريتشي توريس يتحدث بلغة جديدة
ومن أبرز هذه الشخصيات، النائب ريتشارد “ريتشي” توريس، الذي يعد من أكثر الداعمين لإسرائيل في الحزب الديمقراطي، لكنه قال في مقابلة أخيرة:
“كل الأطراف، بما فيها الولايات المتحدة وإسرائيل، عليها واجب أخلاقي أن تفعل كل ما في وسعها لتخفيف المحنة والجوع المتفاقم في غزة”.
توريس، المعروف بمواقفه الصهيونية منذ بداية الحرب، كان حتى وقت قريب من أبرز المدافعين عن استمرار الدعم العسكري لتل أبيب، إلا أن ضغط الناخبين والتصعيد الإنساني في غزة وضعه في موقف حرج، خاصة مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي.
تحول داخل مجلس الشيوخ
وفي تحول غير مسبوق، صوتت أغلبية ديمقراطية في مجلس الشيوخ مؤخرًا لصالح مشروع قانون يمنع بيع البنادق الهجومية للشرطة الإسرائيلية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها إشارة واضحة إلى تصاعد الغضب داخل الحزب الديمقراطي تجاه الممارسات الإسرائيلية في غزة.
وقالت مصادر في الإدارة الأميركية السابقة، إن “سياسات نتنياهو – المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية – أضرت بمكانة إسرائيل لدى القاعدة الديمقراطية”، مشيرين إلى أن استمرار الحرب بهذه الوحشية يضع واشنطن في مأزق أخلاقي.
ساندرز: الجمهوريون أيضًا سيتراجعون
أما السيناتور المستقل بيرني ساندرز، فأكد أن التحول لن يقتصر على الديمقراطيين، وقال:
“سترون قريبًا عددًا من الجمهوريين يدركون أن ناخبيهم لا يريدون أن تذهب ضرائبهم إلى حكومة تجوّع الأطفال”.
وكان ساندرز قد تقدم بمشروعات قوانين متتالية تطالب بوقف تسليح إسرائيل وفرض شروط إنسانية صارمة على المساعدات الأميركية لها.
كارثة إنسانية في غزة
ويأتي هذا التغير في الخطاب الأميركي على خلفية تقارير موثقة عن ارتفاع عدد ضحايا التجويع في قطاع غزة إلى 180 شهيدًا، بينهم 93 طفلاً، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. وتؤكد منظمات حقوقية أن الحصار الإسرائيلي، المدعوم أميركيًا، تسبب في مجاعة هي الأسوأ في تاريخ القطاع.
وتشير كل المعطيات إلى تصاعد موجة من الغضب داخل الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، ليس فقط من قبل الشارع الأميركي، بل أيضًا من شخصيات لطالما كانت صديقة لتل أبيب داخل الكونغرس.
وقد تكون هذه التحولات بداية لنقاش أعمق داخل واشنطن حول أخلاقيات الدعم غير المشروط لإسرائيل، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية في 2026.