صحف عالمية: إنزال المساعدات إلى غزة “لا ينهي المجاعة” وتبدد وعود ويتكوف
سلّطت صحف عالمية بارزة الضوء على الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، محذّرة من أن إنزال المساعدات جواً لن يُنهي المجاعة التي تضرب القطاع، وواصفة هذا التحرك بأنه إجراء رمزي لتسكين الرأي العام أكثر من كونه حلاً عملياً لمعاناة الفلسطينيين.
صحيفة لوموند الفرنسية نشرت مقال رأي قالت فيه إن “إسرائيل تتسبب بشكل مباشر في المجاعة، وإن الإنزال الجوي للمساعدات، الذي أثبت فشله سابقاً، لا يهدف سوى لتهدئة الغضب الشعبي الدولي”.
أما واشنطن بوست فقد نقلت عن المسؤول السابق في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، جيم كاندر، تحذيره من أن الإمدادات التي تُنزل جواً “تنتهي عادة في أيدي المسلحين والأقوياء، فيما يحرم منها الأكثر حاجة، من أطفال وكبار سن”، مؤكداً ضرورة وجود جهات مؤهلة لتوزيع الإغاثة بعدالة.
في الداخل الإسرائيلي، اعتبر المحلل العسكري في يديعوت أحرونوت، يوآف زيتون، أن الحملة البرية التي يقودها الجيش في غزة عبر “عربات جدعون” تتجه نحو الفشل، في ظل تزايد الخلافات حول الاستراتيجية والغموض المحيط بملف الرهائن.
وفي ملف الدعم الأميركي، كتبت هآرتس أن وعود المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف “تبددت” بعد ستة أشهر من تعيينه، مشيرة إلى أنه وقع في فخ نتنياهو الذي يستخدم شروطاً يعلم مسبقاً أن حماس سترفضها، مما يُبقي الوضع الراهن دون تغيير، ولا يستطيع أحد إجبار تل أبيب على صفقة سوى الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
أما صحيفة غارديان البريطانية، فوصفت المظاهرات التي شهدتها سيدني الأسترالية دعماً لغزة بأنها “تحوّل كبير في الرأي العام”، مشيرة إلى أن الحشود الغفيرة عكست “موجة من العزيمة ضد التعتيم الرسمي على المجازر”.
وفي السياق ذاته، قالت نيويورك تايمز إن قرار باريس ولندن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لم يكن معزولاً عن تداعيات المجاعة والقتل في غزة، لكنه في الوقت نفسه يُعيد فتح جروح سايكس-بيكو، حيث تحضر أدوار بريطانيا وفرنسا الاستعمارية السابقة في الذاكرة السياسية للمنطقة.
