لجنة شعبية سودانية: قوات الدعم السريع تُخلي مخيم زمزم وتحوله لقاعدة عسكرية بالفاشر

أعلنت لجنة تنسيقية مقاومة الفاشر، الثلاثاء، أن قوات الدعم السريع أخلت مخيم زمزم للنازحين بالكامل من سكانه، وحولته إلى قاعدة عسكرية متقدمة تُستخدم لشن هجمات متكررة على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
إخلاء قسري تحت التهديد
وجاء في بيان اللجنة أن آلاف المدنيين أُجبروا على مغادرة المخيم تحت تهديد السلاح، في ما وصفته بأنه “تطور خطير يعكس تصاعد الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع في دارفور”.
وأوضحت أن هذا التصرف يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، خاصة أن مخيمات النزوح تُعد مناطق حماية مدنية.
ويقع مخيم زمزم على بعد 12 كيلومترًا من مدينة الفاشر، وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت، في 13 أبريل/ نيسان الماضي، سيطرتها الكاملة عليه بعد معارك مع الجيش السوداني.
نفي رسمي من “الدعم السريع”
في المقابل، نفت قوات الدعم السريع، الثلاثاء، ارتكاب أي مجازر أو اعتداءات على مدنيين في محيط الفاشر، وقالت في بيان إنها “تدحض بشكل قاطع ما تم تداوله من أكاذيب زعمت كذبًا مقتل مواطنين”.
وأكدت أن “جميع المواطنين الموجودين في القرى المحيطة بالفاشر، أو الذين غادروا المدينة عبر الممرات الآمنة، تم تأمينهم وحمايتهم بالكامل حتى وصولهم إلى مناطق آمنة”.
تقارير حقوقية تؤكد سقوط ضحايا
رغم نفي “الدعم السريع”، أكدت هيئة محامي الطوارئ السودانية المستقلة، في بيان، أن قوات الدعم السريع ارتكبت “مجزرة مروعة” في قرية قرني شمال غرب الفاشر، يوم السبت، أسفرت عن مقتل 14 مدنيًا على الأقل، وإصابة عشرات آخرين بجروح متفاوتة.
قلق أممي وتحذيرات من كارثة إنسانية
أعرب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (OCHA) عن قلقه البالغ من تصاعد القتال شمال دارفور، وتزايد الخسائر البشرية في صفوف المدنيين، بما في ذلك الاشتباكات التي وقعت في مدينة الفاشر يومي 1 و2 أغسطس/ آب الجاري، قرب مخيم أبو شوك للنازحين الذي يضم نحو 25 ألف نازح.
وذكر المكتب أن مدينة الفاشر لا تزال تحت الحصار، منذ أكثر من عام، مع انقطاع تام لإمدادات الغذاء عن طريق البر، وتفاقم مستويات الجوع الشديد، خصوصًا بعد مرور عام كامل على إعلان المجاعة في مخيم زمزم.
خلفية النزاع المتصاعد
وتشهد الفاشر اشتباكات عنيفة منذ 10 مايو/ أيار 2024 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، رغم تحذيرات دولية من خطورة تدهور الوضع الإنساني في المدينة، التي تُعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
ويخوض الطرفان حربًا شاملة منذ أبريل/ نيسان 2023، خلفت أكثر من:
- 20 ألف قتيل بحسب إحصاءات الأمم المتحدة والسلطات المحلية،
- وأكثر من 15 مليون نازح ولاجئ داخل وخارج السودان،
- بينما قدرت دراسات أكاديمية من جامعات أمريكية عدد القتلى الحقيقيين بنحو 130 ألف شخص.