هيئة الأسرى: الأسيرات في سجن “الدامون” يتعرضن لانتهاكات جسيمة… وشهادات صادمة عن التعذيب وسوء الظروف

كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، الإثنين، عن انتهاكات ممنهجة تتعرض لها الأسيرات الفلسطينيات داخل سجن “الدامون” الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الأوضاع التي تحتجز فيها الأسيرات غير إنسانية، وتمثل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
وفي تصريح صحفي تلقّته قدس برس، نقلت محامية الهيئة شهادة الأسيرة انتصار العواودة (52 عامًا)، من بلدة “كارما” جنوب مدينة الخليل، والتي اعتُقلت في أيار/ مايو الماضي، وسردت تفاصيل الاعتقال العنيف والتحقيق القاسي والاحتجاز في ظروف مذلة.
تفاصيل الاعتقال والتنكيل
روت العواودة أن قوات الاحتلال اقتحمت منزلها الساعة التاسعة والنصف صباحًا بأعداد كبيرة، حيث تم الاستيلاء على هاتفها المحمول والحاسوب، ثم تعصيب يديها وعينيها، ورفض الجنود السماح لها بتبديل ملابسها قبل اقتيادها إلى الجيب العسكري دون وجود مجندة، وهو ما يُعد انتهاكًا صريحًا للكرامة الجسدية للأسيرات.
وأضافت:
“طوال الطريق كانوا يدفعونني أرضًا… وبعدها نقلوني إلى مركز تحقيق في كريات أربع، ثم إلى المسكوبية، حيث تعرضت لتفتيش عارٍ وبقيت هناك 22 يومًا.”
“المسكوبية”: زنزانة مظلمة وماء غير صالح للشرب
وصفت العواودة الظروف داخل مركز تحقيق المسكوبية بأنها “لا تصلح للعيش الآدمي”، مشيرة إلى:
- ضوء خافت وظلام شبه دائم داخل الزنزانة.
- عدم وجود نوافذ أو تهوية طبيعية.
- مياه غير صالحة للشرب.
- ضغط نفسي مستمر وعزلة قاسية.
“الشارون”: رطوبة وعفن وأكل سيئ
بعد انتهاء التحقيق، تم نقلها إلى معبار سجن الشارون، حيث وصفت المكان بأنه:
“مليء بالرطوبة والعفن، الأرض قذرة، والروائح كريهة… الطعام قليل وسيئ من حيث الكم والنوع.”
سجن “الدامون”: رطوبة خانقة وانعدام أبسط الحقوق
أما عن الظروف داخل سجن الدامون، فوصفتها العواودة بأنها “قاسية جدًا”، حيث:
- لا توجد تهوية طبيعية داخل الغرف.
- انعدام أدوات النظافة الشخصية.
- حكة جلدية جماعية نتيجة التعرق والرطوبة العالية.
- إمساك مزمن بسبب سوء التغذية وقلة الحركة.
- منع التعرض لأشعة الشمس نتيجة الرقابة بالكاميرات في ساحة الفورة.
- نقص حاد في الملابس والغيارات الداخلية.
وأكدت أن معظم الأسيرات يعانين من نقص في فيتامين “د” وتساقط في الشعر، ما يفاقم من تدهور الوضع الصحي والنفسي.
تفتيشات مفاجئة تقلق القاصرات والحوامل
وأشارت العواودة إلى أن التفتيشات الليلية والفجائية تزيد من التوتر والقلق، خاصة بالنسبة لـالقاصرات والحوامل، حيث لا يراعى أي جانب إنساني في توقيت المداهمات أو أسلوب تنفيذها.
دعوات للتحرك الدولي
جددت هيئة شؤون الأسرى مطالبتها لـ:
- اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة السجون بشكل عاجل.
- الأمم المتحدة بفتح تحقيق مستقل حول أوضاع النساء الأسيرات.
- المؤسسات الحقوقية الدولية بالضغط على الاحتلال لوقف ممارساته اللاإنسانية بحق الأسيرات.