السعودية تدعو الأمم المتحدة إلى تأييد وثيقة المؤتمر الأممي لحل الدولتين وتدين اقتحامات الأقصى

دعت المملكة العربية السعودية، مساء الثلاثاء، جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى تأييد الوثيقة الختامية الصادرة عن المؤتمر الأممي لحل الدولتين، مؤكدة أنها “تشكل إطارًا متكاملاً وقابلاً للتنفيذ” لتحقيق السلام.
دعوة سعودية لدعم الحل السياسي وإنهاء الحرب على غزة
جاءت الدعوة خلال اجتماع مجلس الوزراء السعودي، الذي عقد في مدينة نيوم شمال غرب البلاد، برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
وأكد المجلس تقديره لنتائج المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، والذي عُقد أواخر يوليو/ تموز الماضي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا.
وتضمّن إعلان المؤتمر اتفاقًا على خطوات محددة زمنياً لتحقيق حل الدولتين، وضرورة إنهاء الحرب على قطاع غزة، وانسحاب إسرائيل منه، وتسليمه إلى السلطة الفلسطينية.
وشدد المجلس على أن الوثيقة الصادرة عن المؤتمر “تمثل خارطة طريق شاملة” لتنفيذ حل الدولتين، معربًا عن تقديره للإعلانات التاريخية التي أعلنتها عدة دول بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
تحركات دولية للاعتراف بدولة فلسطين
وفي الأيام الأخيرة، أعلنت دول من بينها فرنسا وبريطانيا وكندا والبرتغال ومالطا، عزمها الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
ويُذكر أن 149 دولة على الأقل من أصل 193 عضواً في الأمم المتحدة تعترف رسميًا بدولة فلسطين، التي أعلنتها القيادة الفلسطينية في المنفى عام 1988.
“تجدد المملكة دعوتها لكل الدول الأعضاء لتأييد الوثيقة الختامية للمؤتمر، باعتبارها السبيل الحقيقي لتطبيق حل الدولتين وتحقيق الأمن والسلم الدوليين”، حسب ما جاء في بيان مجلس الوزراء.
إدانة للممارسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى
وفي السياق ذاته، أدان مجلس الوزراء السعودي بشدة ما وصفه بـ”الممارسات الاستفزازية المتكررة من مسؤولي حكومة الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى”، ودعا المجتمع الدولي إلى وقف تلك الانتهاكات المنافية للقانون الدولي.
وتشهد باحات المسجد الأقصى اقتحامات شبه يومية من قبل مسؤولين ومستوطنين إسرائيليين تحت حماية قوات الاحتلال، في إطار مساعٍ لفرض التقسيم الزماني والمكاني، بحسب بيانات فلسطينية.
ويتمسّك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للقدس عام 1967 ولا بضمها عام 1980.
واقع مأساوي في غزة والضفة
بالتوازي مع إبادة غزة، وثّقت جهات فلسطينية استشهاد ما لا يقل عن 1013 فلسطينيًا في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، بالإضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفًا و500 شخص منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتشن إسرائيل منذ ذلك التاريخ حرب إبادة جماعية على قطاع غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، وسط دعم أمريكي مطلق، وتجاهل تام لأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب.
وقد خلفت الحرب أكثر من 211 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، فضلًا عن مجاعة كارثية تسببت في وفاة عشرات الأطفال، إلى جانب الدمار الشامل لمناطق واسعة في القطاع.
وتحتل إسرائيل، منذ عقود، أراضي فلسطينية وسورية ولبنانية، وترفض الانسحاب منها أو السماح بقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الأمم المتحدة.