الصحة في غزة تحذر من “موت جماعي” بين الأطفال بسبب الأمراض والمياه الملوثة وسوء التغذية

حذّر منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، الإثنين، من تدهور خطير في الوضع الصحي داخل القطاع، نتيجة انتشار أمراض قاتلة بين الأطفال، أبرزها متلازمة غيلان باريه والحمى الشوكية، وسط نقص حاد في العلاجات الأساسية ومنع دخول الاحتياجات الطبية والغذائية.
وقال البرش في تصريح صحفي إن القطاع يشهد تفشيًا واسعًا للأمراض بين الفئات الهشة، وعلى رأسها الأطفال، نتيجة المياه الملوثة وسوء التغذية، محذرًا من أن استمرار الوضع على ما هو عليه ينذر بالوصول إلى المرحلة الخامسة من المجاعة، وهي مرحلة الموت الجماعي وفق تصنيفات الأمم المتحدة.
تفشي متلازمة “غيلان باريه” وغياب العلاج
وأوضح البرش أن المياه الملوثة تُعد السبب الرئيسي في انتشار متلازمة “غيلان باريه” العصبية الخطيرة، مؤكدًا أن علاجها غير متوفر داخل مستشفيات القطاع، في ظل انهيار النظام الصحي بالكامل بفعل الحصار واستهداف المنشآت الطبية.
وأشار إلى أن القطاع الصحي سجل منذ بداية العام حالات متعددة من الحمى الشوكية وأمراض أخرى معدية وخطيرة، في وقت عجزت فيه المستشفيات عن توفير الرعاية الأولية بسبب نقص الوقود والدواء والمستلزمات الطبية الأساسية.
“نشهد موتًا بالجملة”
قال البرش:
“التحذيرات من تفشي الأوبئة أُطلقت منذ شهور، واليوم نشهد موتًا بالجملة نتيجة الجوع والمرض، ولا أفق لأي استجابة دولية حقيقية.”
وأضاف أن الأطفال، والرضّع تحديدًا، هم الأكثر تضررًا من تدهور التغذية ونقص الحليب والماء النظيف، ما يهدد بموجة وفيات واسعة في الأيام المقبلة إن استمرت الأوضاع على حالها.
مجاعة كارثية وأوضاع إنسانية تنهار
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي كامل، تنفيذ إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل:
- القتل اليومي للمدنيين.
- تدمير البنية الصحية والمياه.
- منع دخول المساعدات الغذائية والطبية.
- تهجير قسري لمئات آلاف الفلسطينيين.
وقد خلفت الإبادة حتى الآن:
- أكثر من 209 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء.
- أكثر من 9 آلاف مفقود تحت الأنقاض.
- مجاعة متفاقمة أزهقت أرواح كثيرين، خصوصًا من الأطفال.
- دمار شبه كامل للبنية التحتية، بما فيها المستشفيات ومراكز الرعاية.
دعوة عاجلة لإنقاذ الأطفال
وجّه البرش نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية لتوفير:
- أدوية فورية لمتلازمة غيلان باريه.
- لقاحات وأدوية للأمراض المعدية.
- وقود لتشغيل المستشفيات.
- رفع الحصار الصحي فورًا قبل فوات الأوان.
وأكد أن استمرار منع دخول المساعدات هو “قرار بالإعدام الجماعي”، داعيًا إلى تحرك فوري دولي لوقف الانهيار التام في المنظومة الصحية قبل أن تتحول غزة إلى مقبرة جماعية للأطفال.