منظمة فلسطينية تحذر من “تهجير ناعم وتطهير صامت” بحق التجمعات البدوية في الأغوار الشمالية

حذّرت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، من تصعيد إسرائيلي خطير يستهدف التجمعات البدوية في الأغوار الشمالية بالضفة الغربية، واصفة ما يجري بأنه “تهجير ناعم وتطهير صامت”، ضمن سياسة منهجية تهدف إلى تفريغ المنطقة من سكانها الفلسطينيين.

وفي بيان رسمي، دعت المنظمة إلى توفير حماية دولية عاجلة للمدنيين في المنطقة، في ظل تصاعد انتهاكات الاحتلال والمستوطنين، والتي باتت تشكل خطرًا مباشرًا على حياة السكان ومصادر رزقهم.

سياسة ممنهجة لتفكيك البنية الاجتماعية والاقتصادية

قالت المنظمة إن ما يجري في الأغوار ليس مجرد اعتداءات فردية أو عشوائية، بل هو جزء من سياسة إسرائيلية ممنهجة تستهدف تفكيك البنية الاجتماعية والاقتصادية للتجمعات البدوية، من خلال التضييق على سبل عيشهم وتهديد وجودهم.

وأضافت:

“الممارسات الاستيطانية الأخيرة تسعى لخلق بيئة طاردة للسكان، من خلال استهداف الثروة الحيوانية، مصادر المياه، والمراعي الطبيعية.”

انتهاكات جسيمة: تسميم مواشٍ وهدم منازل واقتحام تجمعات

أشارت المنظمة إلى وقوع اعتداءات متكررة، منها:

• تسميم قطعان من المواشي ما أدى إلى نفوق بعضها.
• إطلاق الأبقار والمواشي الإسرائيلية داخل الأراضي الزراعية الفلسطينية لإتلاف المحاصيل.
• هدم المنازل واقتحام التجمعات البدوية والاعتداء على سكانها.

الأغوار… منطقة استراتيجية تحت الحصار

تمتد منطقة الأغوار من بيسان حتى صفد شمالًا، ومن عين الجدي إلى النقب جنوبًا، وتشكل نحو 30% من مساحة الضفة الغربية (حوالي 720 ألف دونم). تتبع إداريًا ثلاث محافظات: طوباس ونابلس وأريحا، ويقطنها قرابة 70 ألف فلسطيني، بحسب مركز المعلومات الوطني الفلسطيني.

وتُعد الأغوار من أهم المناطق الزراعية والرعوية في الضفة الغربية، وتعتمد مئات العائلات على تربية الأغنام والزراعة كمصدر رئيسي للعيش.

تهجير آلاف البدو… ودعوة لمراقبين دوليين

قال حسن مليحات، المشرف العام على المنظمة، إن عدد التجمعات البدوية في الضفة يصل إلى 212 تجمعًا، تم تهجير 64 منها حتى اليوم، ويبلغ عدد المهجرين نحو 9 آلاف شخص.

ودعا مليحات إلى:

• إرسال مراقبين دوليين دائمين لحماية المدنيين.
• فتح تحقيقات دولية مستقلة حول جرائم المستوطنين والجيش الإسرائيلي.

1821 اعتداء خلال يوليو فقط

وفق تقرير صدر الإثنين عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، شهدت الضفة الغربية والقدس الشرقية 1821 اعتداء إسرائيليًا خلال يوليو/ تموز الماضي، بينها:

• 466 اعتداء نفذها مستوطنون، أسفرت عن استشهاد 4 فلسطينيين.
• محاولات لإقامة 18 بؤرة استيطانية جديدة.
• دراسة 39 مخططًا هيكليًا لصالح مستوطنات الضفة الغربية.

إبادة في غزة وتصعيد في الضفة

يتزامن التصعيد في الأغوار مع مواصلة العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة، الذي بدأ في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وأسفر حتى الآن عن:

• أكثر من 210 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء.
• ما يزيد على 9 آلاف مفقود.
• مجاعة مروعة أزهقت أرواح كثيرين.
• مئات آلاف النازحين دون مأوى أو حماية.

وفي الضفة الغربية، بلغ عدد الشهداء 1013 فلسطينيًا، إضافة إلى نحو 7000 جريح، وأكثر من 18,500 معتقل، وفق بيانات فلسطينية رسمية.