نجل نتنياهو يتهم رئيس الأركان بـ”التمرد” وسط خلافات متصاعدة بشأن غزة

هاجم يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، متهمًا إياه بـ”قيادة تمرد ومحاولة انقلاب عسكري”، على خلفية خلافات حادة حول خطة إعادة احتلال قطاع غزة.
وفي منشور عبر منصة “إكس”، رد يائير على تعليق للصحفي العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت” يوسي يهوشواع، دعا فيه نتنياهو إلى توضيح تكاليف احتلال غزة أمام الشعب، منتقدًا نية رئيس الحكومة المضي في هذه الخطوة رغم اعتراض الجيش.
وقال يائير في تعليقه: “إذا كان الشخص الذي أملى عليك التغريدة هو من نعرفه جميعًا (في إشارة إلى رئيس الأركان)، فهذا تمرد ومحاولة انقلاب عسكري تشبه جمهوريات الموز في أمريكا الوسطى خلال السبعينيات، وهو أمر إجرامي تمامًا”.
صراع مفتوح بين القيادة السياسية والعسكرية
وبحسب “يديعوت أحرونوت”، وصلت الخلافات بين قيادة الجيش ونتنياهو إلى “نقطة الغليان”، بعد تسريبات تفيد بعزم رئيس الوزراء على تنفيذ احتلال كامل لقطاع غزة، في ظل معارضة شديدة من زامير، الذي يُواجه الآن ضغوطًا للاستقالة.
وأفادت القناة 12 العبرية، نقلاً عن مسؤولين في مكتب نتنياهو، أن القرار “اتُخذ” فعليًا، وأن الولايات المتحدة أعطت “ضوءًا أخضر” لتوسيع العمليات العسكرية، خاصة في المناطق التي يُعتقد أن الأسرى الإسرائيليين محتجزون فيها.
رد عسكري ضمني: إلغاء حالة الطوارئ
بالتزامن، أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الاثنين إلغاء حالة الطوارئ القتالية المفروضة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي كانت تُلزم الجنود النظاميين بالبقاء أربعة أشهر إضافية في الاحتياط، في خطوة اعتبرتها الصحيفة بمثابة “رد ضمني” من الجيش على قرار احتلال غزة.
وأضافت الصحيفة أن القرار يُقلّص من حجم القوات النظامية التي يعتمد عليها الجيش في عمليته البرية الجارية في القطاع تحت اسم “عربات جدعون”، والتي تهدف إلى التهجير الشامل للفلسطينيين من مناطق القتال شمالًا وجنوبًا.
توتر أمريكي إسرائيلي في الخلفية
التحرك الإسرائيلي يأتي بعد أيام من تصريح مثير للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قال فيه إن “الانسحاب من غزة عام 2005 كان قرارًا غير حكيم”، وألمح إلى امتلاكه “خطة واضحة” للتعامل مع الوضع، دون الكشف عنها.
كما يأتي في وقت كشفت فيه صحيفة “هآرتس” عن عرض نتنياهو خطة لاحتلال أجزاء من غزة على المجلس الوزاري المصغر، بموافقة أمريكية، وسط انهيار المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران بعد هجوم إسرائيلي على إيران في يونيو الماضي.
كارثة إنسانية متواصلة في غزة
منذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، تشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، بدعم أمريكي مباشر، متجاهلة جميع النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب.
ووفق إحصاءات فلسطينية وإسرائيلية، خلفت الحرب أكثر من 210 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 9 آلاف مفقود، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم عشرات الأطفال.
في المقابل، تقدر إسرائيل أن 50 أسيرًا إسرائيليًا ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 20 أحياء، في حين يقبع أكثر من 10,800 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، في ظروف تصفها منظمات حقوقية بأنها لا إنسانية وتفتقر للرعاية الطبية.