عبد الفتاح السيسي يحذر من “بث الفرقة بين الشعوب العربية” ويؤكد استمرار دعم غزة رغم التحديات

حذّر عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، من “محاولات بث الفرقة بين الشعوب العربية عبر وسائل الإعلام”، داعيًا إلى تجاوز الخلافات وتعزيز وحدة الصف العربي، وذلك خلال جولة تفقدية أجراها في الأكاديمية العسكرية المصرية بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وفي كلمة ألقاها خلال الزيارة، قال السيسي إن مصر واجهت تحديات أمنية جسيمة منذ أكثر من عقد، لكنها “استطاعت تجاوزها وما زالت تحقق تقدما ملموسا، رغم صعوبة الأوضاع الإقليمية”.
وأشار إلى أن الحرب الجارية في قطاع غزة أثّرت على الاقتصاد المصري، مضيفًا:
“الظروف الجيوسياسية، ومنها الحرب في غزة، أثرت سلبًا على عائدات قناة السويس، إلا أن مسار الإصلاح الاقتصادي مستمر”.
وكانت الرئاسة المصرية قد أعلنت أواخر العام الماضي أن إيرادات قناة السويس فقدت 7 مليارات دولار خلال 2024، بسبب اضطرابات البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
السيسي: مواقع التواصل ليست شرًا في ذاتها
تطرق السيسي إلى دور الإعلام الرقمي، وقال:
“مواقع التواصل الاجتماعي ليست شرًا في حد ذاتها، وإنما يكمن الأثر في كيفية استخدامها”.
مضيفًا أنها “أداة نافعة إذا أُحسن توظيفها، لكنها قد تُستخدم لترويج الشائعات وهدم المعنويات، وهو ما يواجهه الشعب المصري بوعي متزايد”.
وأوضح أن المنطقة العربية تمر بـ”ظروف استثنائية منذ عام 2011″، معتبرًا أن ذلك يؤكد “صحة السياسات المصرية المرتكزة على التوازن وعدم التدخل واحترام سيادة الدول”.
تشديد على وحدة الأمن العربي
أكد السيسي في كلمته على “أهمية العلاقات المصرية مع الدول العربية الشقيقة”، مشيرًا إلى أن “الأمن العربي وحدة متكاملة ترتبط به مصر ارتباطًا وثيقًا”، وشدد على أن “أي تدخل خارجي يهدف إلى زعزعة استقرار الدول العربية” يجب أن يُواجه بموقف موحد.
موقف مصر من الحرب على غزة
فيما يخص الوضع في قطاع غزة المجاور لمصر، وصف السيسي التدمير الحاصل بأنه “غير مسبوق”، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تواصل جهودها لوقف الحرب، وإدخال المساعدات الإنسانية، والتعاون لإطلاق سراح الأسرى والرهائن، “رغم حملات التشويه والتضليل التي تستهدف دور مصر المحوري”، على حد تعبيره.
يُذكر أن إسرائيل تشن حرب إبادة جماعية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أسفرت حتى الآن عن استشهاد 61,158 فلسطينيًا وإصابة 151,442 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود وآلاف النازحين، في ظل أوضاع معيشية ومجاعة متفاقمة.
وتُقدّر تل أبيب وجود 50 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، منهم 20 أحياء، في مقابل أكثر من 10,800 أسير فلسطيني في سجونها، يُعانون من التعذيب والإهمال الطبي والتجويع، بحسب تقارير حقوقية.
تعثر المفاوضات ورفض نتنياهو لوقف الحرب
وفي الوقت الذي تُعلن فيه حركة حماس استعدادها لتبادل الأسرى وإنهاء الحرب دفعة واحدة، انسحبت إسرائيل يوم 24 يوليو/تموز من مفاوضات غير مباشرة في الدوحة، بعد تمسكها بشروط تضمن استمرار الحرب ورفض الانسحاب من غزة.
ويُحمّل 52% من الإسرائيليين حكومة نتنياهو المسؤولية المباشرة أو الجزئية عن فشل الوصول إلى اتفاق، وفق استطلاع نشره معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي مؤخرًا.
رفض إنهاء الحرب خشية سقوط الحكومة
تشير تحليلات إلى أن نتنياهو يرفض وقف إطلاق النار خشية انهيار حكومته المتطرفة، وسط دعوات متكررة من عائلات الأسرى والمعارضة للتوصل إلى صفقة شاملة.
وفي السياق ذاته، يُحاكم نتنياهو محليًا في قضايا فساد قد تطيح به حال إدانته، كما تُلاحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي فلسطينية وسورية ولبنانية، وترفض الانسحاب منها أو القبول بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.