حزب غد الثورةملفات وتقارير

حزب غد الثورة يُقدّم ورقة تحليلية حول تداعيات التكتل الإفريقي G4 وتأثيره على الدور المصري

قدمت وحدة التحليل السياسي بحزب غد الثورة الليبرالي المصري ورقة إحاطة تحليلية وتقييم جيوسياسي حول تداعيات وتأثير تكتل G4 الإفريقي الذي يضم الجزائر ونيجيريا وإثيوبيا وجنوب افريقيا على الدور المصري في المنطقة.

واتفق قادة الجزائر ونيجيريا وإثيوبيا وجنوب أفريقيا على إنشاء مجموعة جديدة للتشاور والتنسيق حول قضايا القارة الأفريقية، وجاءت هذه المبادرة من رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، من أجل مناقشة وتقديم الحلول وكذلك تنسيق المواقف لضمان مواصلة الاتحاد عمله بنجاح وكفاءة وسرعة حسب ما ذكرت وسائل إعلام جزائرية.

وجاء نص ورقة حزب غد الثورة كالآتي:

تشهد الساحة الإفريقية تطورًا لافتًا تمثّل في اقتراب الإعلان الرسمي عن تأسيس تكتل جديد تحت اسم “الاتحاد الإفريقي لمجموعة G4”، ويضم أربع دول ذات ثقل جيوسياسي:
   •   الجزائر
   •   نيجيريا
   •   إثيوبيا
   •   جنوب إفريقيا

من المقرر أن تُعلن ولادة المجموعة خلال زيارة مرتقبة للرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا إلى الجزائر، حيث ستُوقّع الاتفاقات التأسيسية،
ويُعلن عن الجزائر مقرًا دائمًا للاتحاد.

التكتل يُبنى على صيغة عضوية دائمة للأعضاء المؤسسين،
مع نظام عضوية غير دائمة دوّار للدول الأخرى، ما يُشير إلى نية في تقليد نموذج مجلس الأمن
من حيث الهيكل والتأثير.

اللافت هو الإشارة الإيجابية من الأمم المتحدة تجاه المبادرة، في ما يبدو كمحاولة لدعم هذا الكيان الجديد كإطار بديل أو موازي للاتحاد الإفريقي التقليدي.
واخطر ما في الامر هو:-
الغياب المصري:
فهل هو نوع من انواع
العُزلة الطوعية
أم الإقصاء الاستراتيجي؟

تمثل مصر الغائب الأبرز عن التشكيل، رغم كونها:
   •   ثاني أكبر قوة عسكرية إفريقية
   •   إحدى أكبر الاقتصاديات في القارة
   •   عضوًا مؤسسًا في منظمة الوحدة الإفريقية
   •   ومركزًا سابقًا للحركات التحررية الإفريقية
ومع ذلك،
لم يتم ضمّها،
في حين حضرت إثيوبيا—الطرف المقابل في صراع سد النهضة—كعضو مؤسس دائم، في خطوة لها أبعاد رمزية واستراتيجية عميقة تُفهم ضمن سياق التحولات الجارية في موازين القوى داخل القارة.

أسباب الغياب المصري:

أولًا: تقليص الحضور المصري الإفريقي منذ 2013
التحول في التوجه السياسي الخارجي بعد أحداث يوليو 2013 أدى إلى انسحاب تدريجي من الدوائر الإفريقية، وتحوّل الأولويات إلى محاور الخليج وأوروبا.

ثانيًا: تأزم العلاقة مع إثيوبيا
العداء السياسي العلني بسبب سد النهضة قوّض فرص الشراكة الإقليمية، وجعل بعض الأطراف تفضل إبعاد مصر عن ترتيبات جديدة.

ثالثًا: التدهور الاقتصادي
الأزمات المالية المتصاعدة في مصر (2023–2025) حدّت من قدرتها على لعب أدوار تمويلية أو استثمارية كانت تؤهلها لقيادة إقليمية.

رابعًا: تبدل المزاج الدولي
التحول في مواقف قوى كبرى مثل الصين وروسيا، باتجاه الجزائر وإثيوبيا ونيجيريا، قلّص نفوذ مصر في ترتيبات القوة داخل إفريقيا.

التأثيرات السلبية على مصر:

تهميش القرار المصري في القارة
قد يتحوّل G4 إلى منصة مرجعية في ملفات استراتيجية تشمل الطاقة، الأمن، التحول الرقمي، والتكامل الإقليمي، ما يُبعد مصر عن مراكز التأثير.

تعميق الخلل في توازن الردع مع إثيوبيا
وجود أديس أبابا داخل كتلة تملك صوتًا إقليميًا جماعيًا يُرجّح كفتها في ملفات مثل النيل وسد النهضة،
دون قدرة مصر على تحجيم ذلك ضمن الكتلة نفسها.

إضعاف حضور مصر داخل الاتحاد الإفريقي
في حال تطورت G4 إلى صيغة موازية للاتحاد الإفريقي، فإن دور مصر التقليدي داخل الاتحاد سيتراجع لصالح ترتيبات جديدة لا تضمن لها مقعدًا فاعلًا.

تراجع النفوذ في محيط ليبيا والساحل
نيجيريا والجزائر يمتلكان تأثيرًا متزايدًا في ملفات الساحل وليبيا، بينما مصر، بدون موطئ قدم في G4، قد تفقد قدرة التوازن في هذه المناطق.

تهديد مشروع الربط الكهربائي المصري
دخول إثيوبيا في مشاريع الربط البديلة قد يُقصي مصر كمركز إقليمي للطاقة، ويُعيد تشكيل شبكة الطاقة في القارة بدونها.

السيناريوهات المحتملة:

الأول: يتطور G4 إلى بديل قوي للاتحاد الإفريقي بدعم أممي ودولي، ما يوسع من دائرة التهميش المصري.
الثاني: تتدخل بعض القوى (خليجية أو أوروبية) لإعادة دمج مصر في الترتيبات، لاعتبارات التوازن الإقليمي.
الثالث: تتحرك مصر لإحياء أذرعها داخل الاتحاد الإفريقي، أو تطرح مبادرة تكتلية موازية لتعيد تموضعها كقوة محورية.

توصيات يمكن تبني الحزب لها:
1. إعادة تقييم الاستراتيجية الإفريقية المصرية بما يشمل فتح قنوات حوار ثنائية مع الجزائر ونيجيريا.
2. استعادة الدور المصري عبر أدوات غير تصادمية: الصحة، الأمن الغذائي، التعليم.
3. إنشاء وحدة متابعة متخصصة داخل الخارجية ودوائر التحليل السياسي لرصد أنشطة G4 وبلورة آليات المواجهة السياسية والديبلوماسية.
4. تعزيز دور القوة الناعمة المصرية عبر الأزهر، الإعلام، التبادل الأكاديمي، والمشاريع الثقافية في غرب ووسط إفريقيا.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى