صور جوية تكشف حجم الدمار الكارثي في غزة: أحياء أُزيلت من الخريطة ومقابر بين الأنقاض

أظهرت صور جوية حديثة، التُقطت من طائرات تحلق على ارتفاعات متوسطة، دمارًا واسعًا وغير مسبوق في مناطق متفرقة من قطاع غزة، بعد قرابة عشرة أشهر من القصف الإسرائيلي المكثف، حيث اختفت ملامح أحياء سكنية بالكامل، وتحولت إلى أنقاض ممتدة دون فواصل واضحة بين المباني والطرقات.

وتوثق الصور اختفاء أحياء كاملة في شمال ووسط القطاع، حيث تراكم الركام والكتل الخرسانية فوق الشوارع، وباتت مساحات واسعة تبدو كما لو أنها أُزيلت من الخريطة.
كما أظهرت لقطات جوية أخرى انتشار مقابر جديدة داخل مناطق الدمار، وأخرى على أطراف الطرق وفي محيط الخيام، بعضها حُفر يدويًا في ظل غياب إمكانية الوصول إلى مقابر رسمية.
ويشير تحليل هندسي إلى أن حجم الركام الناتج عن القصف يزيد على 45 مليون طن، وهو ما يتطلب سنوات لإزالته في ظل الحصار ومنع دخول الآليات الثقيلة.

وتقدّر مصادر محلية تضرر أكثر من 70% من مباني القطاع بين تدمير كلي وجزئي، بينما أظهرت الصور غيابًا شبه تام للخدمات الأساسية، وانتشارًا واسعًا للخيام على أنقاض المنازل، في بيئة يغلب عليها الغبار والركام.
كما وثّقت اللقطات محاولات السكان الوصول إلى مساعدات إنسانية أُلقيت جوًا، في مناطق مكشوفة قرب الساحل، رغم محدوديتها، وصعوبة تأمينها. وتشير تقديرات إنسانية إلى أن المساعدات التي دخلت عبر الإنزال الجوي لا تكفي سوى لأيام معدودة، في ظل أزمة إنسانية متفاقمة.
وتأتي هذه المشاهد في وقت تستمر فيه العمليات العسكرية، ما يعوق عمل فرق الإنقاذ ووسائل الإعلام والمراقبين الدوليين من الوصول إلى المواقع المستهدفة. وتُعد الصور الجوية واحدة من الوسائل القليلة المتاحة لرصد حجم الكارثة في القطاع.

وتحذر منظمات دولية من تداعيات بيئية وصحية خطيرة نتيجة استمرار تعذر الوصول إلى آلاف المواقع المنكوبة وتأخر رفع الأنقاض، في وقت يفتقر فيه السكان إلى الأمن الغذائي والمياه النظيفة والرعاية الطبية الأساسية.
ووفق بيانات محلية، تجاوز عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 نحو 60 ألف قتيل، بينهم آلاف الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات الآلاف من النازحين، في ظل ظروف توصف بأنها “كارثية وغير إنسانية”.