فرنسا تحذّر إسرائيل من احتلال غزة: “ستقودون أنفسكم إلى حرب لا نهاية لها”

حذر سفير فرنسا لدى إسرائيل، فريدريك جورنيس، الأربعاء، من أن أي خطوة إسرائيلية نحو احتلال قطاع غزة تعني الدخول في “حرب لا نهاية لها”، داعيًا حكومة بنيامين نتنياهو إلى اغتنام الفرصة السياسية للتوصل إلى اتفاق سلام بالتعاون مع الشركاء العرب.
وجاءت تصريحات جورنيس في مقابلة أجرتها معه هيئة البث العبرية الرسمية، وسط تصاعد النقاش داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن خطة محتملة لاحتلال قطاع غزة بالكامل لإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين هناك.
السفير الفرنسي: احتلال غزة مكلف ومعقّد
وقال جورنيس:
“نحن على مفترق طرق… من المهم بالنسبة لي أن أقول إن هناك خيارات أخرى للتخلص من حماس وتحقيق الأمن لإسرائيل، غير حرب لا نهاية لها”.
وأضاف:
“احتلال قطاع غزة، كما يقول الجيش الإسرائيلي، مكلف ومعقّد. هل نريد أن يخدم الشبان الإسرائيليون في غزة لثلاثين سنة قادمة؟ أن تتحملوا التكاليف الاقتصادية؟ في هذه الأثناء، التعليم والصحة قد تضررا بالفعل. إسرائيل تكون رائعة عندما تكون في سلام”.
ودعا السفير الفرنسي الحكومة الإسرائيلية إلى “مواصلة العمل على اتفاق، واستغلال الفرصة المطروحة للتعاون مع شركاء عرب والتخطيط لليوم التالي”، مشددًا على أن الدعوات الفرنسية ليست عدائية وإنما نابعة من الصداقة الحقيقية مع إسرائيل.
خلافات إسرائيلية داخلية حول خطط الحرب
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد أبلغ وزراءه خلال اجتماع مغلق، الثلاثاء، قراره المضي قدمًا نحو احتلال غزة بالكامل، بحسب ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع.
لكن رئيس الأركان إيال زامير يعارض هذه الخطوة، واصفًا إياها بـ”الفخ الاستراتيجي”، محذرًا من أن الاحتلال سيُنهك الجيش الإسرائيلي لسنوات ويعرّض حياة الأسرى للخطر.
ويُقدر عدد الأسرى الإسرائيليين في غزة بنحو 50 أسيرًا، بينهم 20 أحياء، بينما تحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني في سجونها، يعانون من التعذيب والإهمال الطبي، ما أدى إلى وفاة عدد كبير منهم، وفق تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
خطة فرنسا والدول العربية: وقف إطلاق نار وإعمار سياسي
وفي رده على سؤال حول البديل الذي تطرحه فرنسا والدول العربية للحرب، قال جورنيس إن الحل يبدأ بـ:
- وقف فوري لإطلاق النار
- إطلاق سراح جميع المختطفين
- إدخال آليات أمنية دولية
- بدء الإعمار، معتبرا أن “الإعمار سيكون سياسيًا”
وأكد أن “حماس لن تبقى في غزة”، لكنه شدد على أن السلام الدائم لا يكون إلا بوجود حل سياسي شامل، يضمن للفلسطينيين الحق في الدولة، وللإسرائيليين الأمن والازدهار.
اعتراف فرنسي مرتقب بدولة فلسطين
وفي سياق متصل، يُتوقّع أن تعلن فرنسا رسميًا اعترافها بدولة فلسطين خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، وفق ما صرّح به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 24 يوليو الماضي.
ورغم الغضب الإسرائيلي من هذا الموقف، شدد السفير الفرنسي على أن الاختلافات لا تعني العداء، بل تعكس حرص باريس على تحقيق السلام في المنطقة.
استمرار المجازر في غزة
وتواصل إسرائيل ارتكاب مجازرها بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، معتمدة سياسة التجويع، الإبادة، والإغلاق الكامل للمعابر، خاصة بعد قرارها في 2 مارس/ آذار 2025 بمنع دخول أي مساعدات إنسانية.
وبحسب أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة، أسفرت هذه الحرب عن:
- 61,158 قتيلًا (أغلبهم أطفال ونساء)
- 151,442 مصابًا
- أكثر من 9,000 مفقود
- مجاعة واسعة النطاق أودت بحياة المئات
- تشريد مئات الآلاف من السكان