مصر تحذر من “إبادة ممنهجة” في غزة وتدعو لتدخل دولي فوري وفتح المعابر دون شروط

جددت مصر، الأربعاء، تحذيرها من الإبادة الجماعية الممنهجة التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة، داعية المجتمع الدولي إلى تحرك فوري لوقف سياسة التجويع والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، وفتح كافة المعابر لإدخال المساعدات دون شروط.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره اليوناني جورجيوس جيرابيتريتيس في العاصمة اليونانية أثينا، ضمن زيارة رسمية غير محددة المدة.
وقال عبد العاطي:
“على المجتمع الدولي التدخل الفوري لوقف التجويع والسياسات الممنهجة للإبادة في غزة”،
مؤكدًا أن ما يجري يمثل كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وأشار إلى تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التي أطلقها الثلاثاء، والتي شدد فيها على أن “الفلسطينيين في غزة يتعرضون لتجويع وإبادة ممنهجة”، مجددًا رفض مصر لهذه السياسات تمامًا.
دعوات لفرض الإرادة الدولية على إسرائيل
وانتقد وزير الخارجية المصري “المواقف المتخاذلة” من بعض القوى الدولية، داعيًا العالم إلى “أن يخجل”، ويُمارس ضغطًا حقيقيًا على إسرائيل لفتح المعابر فورًا، قائلًا:
“يجب إدخال المساعدات دون أي شروط، وعلى المجتمع الدولي أن يفرض إرادته على إسرائيل”.
كما أكد أن مصر، التي تقود وساطة مع الولايات المتحدة وقطر، ستواصل “جهودها الدؤوبة” للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وحقن دماء الشعب الفلسطيني، والعمل على إطلاق سراح الرهائن والأسرى.
رفض مصري قاطع لمحاولات التهجير
في سياق متصل، شدد عبد العاطي على رفض القاهرة القاطع لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، مجددًا التأكيد على أن التهجير الجماعي خط أحمر لن تقبل به مصر نهائيًا.
وأضاف:
“لن يكون هناك أمن واستقرار في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، من دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة”.
خسائر قناة السويس.. ومأساة البحر الأحمر
وتطرق الوزير المصري إلى الأزمة في البحر الأحمر، مؤكدًا أن مصر “المتضرر الأول” من الوضع غير المستقر هناك، كاشفًا عن خسائر تجاوزت 8.5 مليارات دولار نتيجة تراجع عائدات قناة السويس.
ويأتي هذا التراجع في ظل هجمات جماعة الحوثي على السفن المرتبطة بإسرائيل، رفضًا للإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة.
تطورات في ملف دير سانت كاترين
وبشأن ملف دير سانت كاترين التاريخي، قال عبد العاطي إن هناك تقدمًا وتفاهمًا كبيرًا بين مصر واليونان في هذا الملف، مضيفًا:
“نحن على مشارف التوصل لاتفاق تاريخي، وسوف نحتفل به قريبًا بمشاركة الطرفين”.
وأكد أن مكانة الدير مقدسة ولا يمكن المساس بها، معربًا عن تقدير القاهرة للتعاون اليوناني بشأن الحفاظ على طابع الدير الأرثوذكسي.
ويقع دير سانت كاترين عند سفح جبل سيناء، ويُعد أقدم دير مأهول في العالم، وقد كان محل نزاع قضائي مؤخرًا بين محافظة جنوب سيناء والدير، قبل أن تحسم محكمة مصرية المسألة لصالح أحقية رهبان الدير في الانتفاع بالأراضي والمواقع الأثرية المحيطة، مع بقاء ملكيتها ضمن الأملاك العامة للدولة المصرية.