العالم العربيفلسطين

توتر بين نتنياهو والجيش الإسرائيلي حول خطط احتلال غزة: تحذيرات من “مصيدة إستراتيجية” وخلافات علنية

كشفت تقارير إسرائيلية عن تصاعد الخلافات بين القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل على خلفية خطة محتملة لاحتلال قطاع غزة، في ظل استمرار حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال على الفلسطينيين منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ووفقًا لهيئة البث الإسرائيلية وصحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يضغط باتجاه تنفيذ عملية عسكرية جديدة قد تشمل احتلال مدينة غزة ومخيمات المنطقة الوسطى أو حتى القطاع بالكامل، رغم تحذيرات الجيش من مخاطر هذه الخطوة.

رئيس الأركان يحذر: غزة فخ إستراتيجي

شهد اجتماع أمني مصغر عقده نتنياهو يوم الثلاثاء، توترًا حادًا مع رئيس الأركان إيال زامير، الذي أعاد تحذير القيادة السياسية من أن احتلال القطاع قد يُشكل مصيدة إستراتيجية، ويُعرض حياة الأسرى الإسرائيليين لمخاطر جسيمة.

ووفقًا للقناة 13، اعترض زامير على إعادة طلب نتنياهو تقديم خطته لاحتلال غزة قائلاً: “قدمتها سابقًا ولا حاجة لتكرارها”. فيما رد نتنياهو بانفعال وطالبه بـ”إجراء تحسينات وتقديمها مجددًا”، كما حذره من التهديد بالاستقالة عبر الإعلام.

كما أبدى زامير انزعاجه من الهجمات الإعلامية ضده، متسائلاً: “لماذا يهاجمني الإعلام وابنك يائير يكتب ضدي؟”، في إشارة إلى منشور لنجل نتنياهو ينتقد فيه قائد الجيش. ليرد نتنياهو: “ابني راشد ويتصرف بمسؤوليته، ولا أقبل التهديد بالاستقالة كل مرة”.

انقسام داخل الجيش حول الغارات

وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن هناك انقسامًا داخل قيادة الجيش بشأن تكثيف الغارات الجوية على غزة، مشيرة إلى أن سلاح الجو يرفض مطالب لواء الجنوب بسبب ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين.

كما أشار موقع “والا” إلى أن رئيس الأركان لم يغير موقفه الرافض لاحتلال غزة خلال الاجتماع، وأكد أنه لن يُقدم على العملية البرية في مناطق وجود الرهائن رغم الضغوط السياسية.

تحذيرات من خسائر بشرية وأضرار دولية

وحذرت مصادر عسكرية إسرائيلية من أن شن حملة لاحتلال غزة قد يسفر عن عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجيش، بينما اعتبر مستشار الأمن القومي السابق إيال حولاتا أن خطوة كهذه قد تُسبب “ضررًا دوليًا بالغًا لإسرائيل”.

حصيلة الحرب الكارثية في غزة

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل -بدعم أميركي مباشر- حرب إبادة غير مسبوقة على قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن أكثر من 61 ألف شهيد، و150 ألف جريح، وتشريد جميع سكان القطاع تقريبًا، في دمار يُقارن بما شهده العالم إبان الحرب العالمية الثانية، وفق تقارير فلسطينية ودولية.

كما أدت سياسة الحصار والتجويع إلى وفاة 189 فلسطينيًا بسبب سوء التغذية والجفاف، بينهم 95 طفلًا، بينما تسجل المستشفيات والمراكز الصحية انهيارًا تامًا في قدرتها على الاستجابة للوضع الإنساني المتدهور.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى