عائلات الأسرى الإسرائيليين تتظاهر ضد خطة إعادة احتلال غزة: “نتنياهو كذب علينا ويعرّضهم للخطر”

دعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين، مساء الخميس، إلى تظاهرة حاشدة أمام مقر اجتماع المجلس الوزاري المصغر “الكابينت” في القدس، رفضًا لخطة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة، معتبرة أن هذا التحرك يهدد حياة ذويهم المحتجزين لدى حركة حماس.

وتُعقد الجلسة وسط تصاعد الانقسام داخل القيادة الإسرائيلية بشأن مستقبل غزة، إذ يعارض رئيس الأركان إيال زامير خطة نتنياهو، واصفًا إياها بأنها “فخ استراتيجي” سيُنهك الجيش ويعرض حياة الأسرى والجنود للخطر.

دعوة طارئة من العائلات: “تعالوا لنوقف هذه الكارثة”

وجاء في بيان الهيئة عبر منصة إكس:
“دعوة طارئة للتواجد أمام اجتماع الكابينت في القدس مساء اليوم. المختطفون بحاجة إليكم، العائلات بحاجة إليكم، الدولة بحاجة إليكم”.وتقدر إسرائيل عدد الأسرى المحتجزين لدى “حماس” بـ نحو 50 أسيرًا، يُعتقد أن 20 منهم لا يزالون على قيد الحياة، بينما يقبع في سجون الاحتلال أكثر من 10,800 أسير فلسطيني، يعانون من التعذيب والإهمال الطبي وسوء المعاملة، وفق تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.

والدة أحد الأسرى: “نتنياهو كذب علينا وأفشل الصفقة”

عيناف تسينغاوكر، والدة الأسير ماتان، وجهت انتقادات حادة لنتنياهو، وكتبت عبر “إكس”:
“أتيحت الفرصة في الأسابيع الأخيرة للتوصل إلى اتفاق، ونتنياهو وعدني بإعادة الجميع… لكنه استغل ألمي وأفشل الصفقة”.

وأضافت:
“من يتحدث عن اتفاق شامل لا يذهب لاحتلال القطاع… نتنياهو كذب عليّ وعلى الجميع. إنها ليلة مصيرية في حياة بلادنا”، داعية الإسرائيليين للانضمام إلى الوقفة الاحتجاجية مساء اليوم.

تصعيد داخلي في إسرائيل: “احتلال كامل” أم “تطويق ذكي”؟

وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإن مكتب رئيس الوزراء يسعى لتنفيذ “احتلال كامل لقطاع غزة”، بما يشمل المناطق التي يُرجح وجود الأسرى فيها، بينما يطرح رئيس الأركان خطة تطويق ميدانية عبر عدة محاور للضغط على “حماس” وإجبارها على إطلاق سراح الأسرى.

وفي جلسة سابقة، حذر زامير من أن “الاحتلال الكامل سيستنزف الجيش لسنوات ويُعرض حياة الأسرى للخطر”، في إشارة واضحة إلى خطورة التوجه السياسي الحالي.

مفاوضات مجمّدة وخيارات تتآكل

كانت إسرائيل قد انسحبت في 24 يوليو/ تموز من مفاوضات غير مباشرة مع حماس في الدوحة، بسبب تعنّت تل أبيب بشأن شروط إنهاء الحرب والانسحاب من غزة، ما عطّل فرص التوصل إلى صفقة تبادل شاملة.

وتشير استطلاعات إلى أن 52% من الإسرائيليين يحمّلون حكومتهم مسؤولية فشل التوصل إلى اتفاق، وسط اتهامات لنتنياهو بتفضيل صفقات جزئية تُطيل أمد الحرب لضمان بقاء حكومته.

محاكمة داخلية وملاحقة دولية

محليًا، يواجه نتنياهو محاكمة بتهم فساد قد تفضي إلى السجن في حال إدانته، فيما تطالب المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين في غزة.

حرب الإبادة مستمرة… والأرقام تتصاعد

منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل، بدعم أمريكي، ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، ما أسفر عن:

• 61,158 شهيدًا
• 151,442 جريحًا
• أكثر من 9,000 مفقود
• مجاعة أزهقت أرواح كثيرين
• مئات آلاف النازحين

ولا تزال تل أبيب ترفض الانسحاب من غزة، وتُعرقل دخول المساعدات الإنسانية، وسط تجاهل تام للقرارات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب فورًا.