الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وتركيا وبريطانيا يدينون خطة إسرائيل لاحتلال غزة: “تصعيد كارثي ويقوّض القانون الدولي”

تواصلت اليوم الجمعة الإدانات الدولية المتصاعدة لخطة الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو لاحتلال كامل قطاع غزة، حيث عبّر قادة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وعدد من الدول عن رفضهم القاطع لما وصفوه بـ”تصعيد كارثي يقوّض القانون الدولي ويزيد من معاناة المدنيين”.
وقال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا إن القرار “لا بد أن تكون له عواقب على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل”، مشيرًا إلى أن الخطة الإسرائيلية “تنتهك الاتفاق المعلن مع الاتحاد في يوليو الماضي، كما تتعارض مع مبادئ القانون الدولي والقيم العالمية”. وأضاف: “الوضع في غزة مأساوي، وقرار الحكومة الإسرائيلية لن يؤدي إلا إلى مفاقمته”.
كما دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تل أبيب إلى إعادة النظر في قرارها، مؤكدة على “ضرورة وقف فوري لإطلاق النار، وإتاحة دخول المساعدات، وإطلاق سراح جميع الرهائن”.
من جهتها، عبرت الأمم المتحدة عن “قلق بالغ” من توسيع العمليات العسكرية، حيث شددت المتحدثة باسم المنظمة أليساندرا فيلوتشي على ضرورة “إنهاء الحرب فوراً”، فيما قال المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن القرار يخالف أوامر محكمة العدل الدولية، مضيفًا: “كل المؤشرات تدل على أن هذا التصعيد سيؤدي إلى المزيد من التهجير والقتل والدمار والمعاناة غير المحتملة”.
في السياق نفسه، نددت تركيا بالخطة، مؤكدة أنها “تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرا من أرضهم”، داعية إسرائيل إلى “وقف العمليات العسكرية فورا، والقبول بوقف إطلاق نار شامل تمهيدًا لحل الدولتين”، فيما طالبت المجتمع الدولي بالتحرك لمنع تنفيذ هذه الخطة.
من جانبه، وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر القرار الإسرائيلي بـ”الخطأ الجسيم”، مشددًا على أنه “لن يسهم في إنهاء النزاع، بل سيؤدي إلى إراقة مزيد من الدماء ويعقّد جهود استعادة الرهائن”.
وكان الكابينت الإسرائيلي قد أقر فجر الجمعة خطة “تدريجية” قدمها نتنياهو تبدأ بتهجير سكان مدينة غزة نحو الجنوب، ثم تطويق المدينة، والقيام بعمليات توغل داخل أحيائها السكنية، تمهيدًا لاحتلال مخيمات اللاجئين في وسط القطاع.
ويأتي القرار في ظل تحذيرات إسرائيلية داخلية، أبرزها من رئيس الأركان إيال زامير، من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى كارثة استراتيجية، في وقت تشير فيه الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 87% من مساحة القطاع باتت تحت الاحتلال أو تخضع لأوامر إخلاء.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 61,300 فلسطيني وإصابة 152,000 آخرين، وفق بيانات فلسطينية، وسط تحذيرات دولية متزايدة من ارتكاب “إبادة جماعية” وتهجير قسري واسع النطاق.