حوارات وتصريحات

عبدو زمام لـ”أخبار الغد”: غزة لا تحتاج فقط للبناء.. بل إلى حل عادل يضمن كرامة وحقوق شعبها

قال الكاتب الصحفي والباحث السياسي عبدو زمام، إن ما يحدث في قطاع غزة هو “حرب إبادة تُدار بسياسة التجويع وتدمير البنية الإنسانية من قبل الاحتلال”، مشددا على أن “الاحتلال يستخدم غطاء المساعدات لتجميل جرائمه”، وأن الادعاءات الغربية بشأن الإنسانية ليست إلا “أداة نفاق سياسي لتبرير التفوق الصهيوني”.

وفي حوار خاص مع “أخبار الغد”، أكد زمام أن المعركة الحالية “لم تعد عسكرية فقط، بل أصبحت معركة وعي تكشف زيف النظام الدولي وازدواجيته”، مضيفا أن “إعادة الحياة إلى غزة مرهونة برفع الحصار الكامل وانسحاب قوات الاحتلال”.

وأضاف: “أي محاولات لإعادة إعمار غزة دون إنهاء الاحتلال تمثل تجميلا مؤقتا للوضع”، مشددا على أن “غزة لا تحتاج فقط للبناء، بل لحل عادل يضمن كرامة وحقوق شعبها”.

وفي ما يتعلق بالصراع العربي-الإسرائيلي، اعتبر زمام أن الصراع لم يعد قائما بشكل فعلي، في ظل “تراجع الخطاب الرسمي العربي”، لافتا إلى أن “الاحتلال يسعى لتكريس واقع الهيمنة من خلال اتفاقيات تطبيع وظيفية، مثل اتفاقيات إبراهيم مع عدد من الدول العربية”.

وعن المبادرات المطروحة لإنهاء الحرب، قال زمام إنها “لا تمثل اتفاقيات سلام، بل صيغ استسلام تُفرض على المقاومة الفلسطينية”، معتبرا أن هذه المبادرات تمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “فرصة للبقاء في الحكم والتهرب من المحاكمة”.

وأكد أن المقاومة الفلسطينية ترفض هذه الصيغ، وتتمسك بشروطها الوطنية، والتي تشمل “فتح المعابر الإنسانية، وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة، وتنفيذ عملية تبادل للأسرى، تمهيدا لإنهاء شامل للحرب”.

وفي سياق متصل، اعتبر زمام أن موقف الجامعة العربية “يعكس غياب الإرادة السياسية”، وقال: “الجامعة العربية كانت وستظل مؤسسة شكلية خُلقت لامتصاص غضب الشارع العربي، لكنها لم تفلح حتى في ذلك”.

كما أشار إلى أن “الترابط العربي في مواجهة الاحتلال لا يزال رمزيا ولا يرقى إلى مستوى الفعل السياسي الموحد”، مرجعا ذلك إلى “حالة التطبيع والانقسام الإقليمي التي قضت على أي مشروع مواجهة حقيقية”.

وفي ختام الحوار، وجّه زمام رسالة إلى الشعوب العربية قائلاً: “لتبقى فلسطين حاضرة في وجدانكم، فهذا ما يُحبط مشاريع التصفية والتطبيع. الشعوب العربية وحدها تملك القدرة على قلب المعادلة حين تتحرك بوعي، فالقضية ليست فلسطينية فقط، بل قضية كرامة عربية وإنسانية شاملة”.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى