نتنياهو يُعبّر عن خيبة أمله بعد قرار ألمانيا وقف تسليح إسرائيل بسبب حرب غزة

أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، عن “خيبة أمله” الشديدة من قرار الحكومة الألمانية فرض حظر على تزويد إسرائيل بأسلحة يمكن استخدامها في قطاع غزة، وذلك في خطوة مفاجئة من أقوى داعم أوروبي لتل أبيب خلال الحرب المستمرة.
وفي مكالمة هاتفية أجراها مع المستشار الألماني فريدريتش ميرتس، عبّر نتنياهو عن استيائه من القرار، زاعمًا أن الهدف من العمليات العسكرية الإسرائيلية هو “تحرير غزة من حماس”، وليس السيطرة عليها، على حد قوله.
وكان المستشار الألماني قد أعلن في وقت سابق الجمعة تعليق صادرات الأسلحة الهجومية إلى إسرائيل، خاصة تلك التي يُحتمل استخدامها في الحرب الدائرة داخل قطاع غزة، مشيرًا إلى قلق بالغ في برلين بشأن الكارثة الإنسانية التي يواجهها المدنيون الفلسطينيون.
وتزامن القرار الألماني مع تجدد الاحتجاجات في عدد من المدن الألمانية، حيث يطالب المتظاهرون بوقف دعم برلين العسكري والسياسي لإسرائيل، خاصة مع تصاعد الحديث عن خطة إسرائيلية لاحتلال كامل قطاع غزة وتهجير سكانه.
ألمانيا تغيّر لهجتها
رغم أن ألمانيا هي المُصدّر الأوروبي الأول للسلاح إلى إسرائيل، فإن الخطاب الألماني بدأ يتغير في الأسابيع الأخيرة، خاصة مع تزايد التقارير الحقوقية والدولية التي توثق حجم الدمار والتجويع والمجازر في غزة.
وأكد ميرتس في بيانه أن بلاده تعارض أي تحركات لضم الضفة الغربية المحتلة، داعيًا إسرائيل إلى إعادة النظر في خطتها العسكرية التي ستفاقم المعاناة الإنسانية، وتهدد الاستقرار الإقليمي.
خلفية خطة نتنياهو
وكان المجلس الوزاري المصغر في إسرائيل (الكابينت) قد وافق فجر الجمعة على خطة “تدريجية” لاحتلال كامل قطاع غزة، تبدأ بتهجير سكان مدينة غزة جنوبًا، ثم تطويق المدينة واقتحامها من الداخل، قبل الانتقال إلى وسط القطاع واحتلال المخيمات.
ووفق معطيات الأمم المتحدة، فإن 87% من مساحة غزة إما تحت الاحتلال أو صدرت بحقها أوامر إخلاء، بينما حذرت المنظمة من أن أي توسع عسكري جديد ستكون له تداعيات كارثية على المدنيين.
حصيلة الإبادة
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة 61,330 شهيدًا، إضافة إلى 152,359 جريحًا، وفق وزارة الصحة، في ظل حصار وتجويع ممنهج، وغياب أي تقدم في مساعي وقف إطلاق النار.
وباتت ألمانيا أمام اختبار حقيقي بين التزاماتها الأخلاقية كدولة أوروبية تحترم القانون الدولي، وعلاقاتها الاستراتيجية التاريخية مع إسرائيل.