العالم العربيفلسطين

“معلبات الموت” تحصد أرواح مئات الفلسطينيين وتترك إصابات مروعة في غزة

في مشهد يلخص مأساة المدنيين في قطاع غزة، خرج الشاب سميح العارور، في أوائل العشرينات من عمره، من خيمته في مخيم “البراق” بمواصي خان يونس، فجر الثلاثاء الماضي، متجهًا نحو محور موراج شمالي رفح، بحثًا عن كيس طحين أو بعض الطعام لعائلته

قطع العارور مسافة تزيد على عشرة كيلومترات سيرًا على الأقدام حتى أنهكه التعب، فاستظل تحت سقف منزل مدمر منتظرًا شاحنات المساعدات التي يشرف عليها جيش الاحتلال. وعندما عثر على علب طعام مكتوب عليها بالعبرية، ظن أنها تحتوي على لحم بقري، لكنه ما إن حاول فتح إحداها حتى دوى انفجار عنيف أطاح به وأدخله في غيبوبة، بعد إصابته بعشرات الشظايا.

تم نقله على عربة تجرها دابة إلى المستشفى الميداني الكويتي قرب جامعة الأقصى، ليتبين إصابته بشظايا في الوجه والصدر والرئتين، وبتر ثلاثة أصابع من يده اليمنى وأحد أصابع اليسرى، فضلًا عن إعاقة جسدية نتيجة إصابة الجهاز العصبي في ساعده.

حصيلة ثقيلة وخطر مستمر

ووفق وزارة الصحة في غزة، تسببت هذه العبوات المفخخة، المعروفة بـ”معلبات الموت”، في استشهاد أكثر من 300 فلسطيني، بينهم نحو 90 طفلًا، وإصابة آلاف آخرين بإعاقات وتشوهات دائمة، نتيجة قوة انفجارها التي تعادل قنبلة يدوية.
وتتكرر هذه الحوادث في مختلف مناطق القطاع، غالبًا بعد انسحاب قوات الاحتلال، حيث يُترك المدنيون في مواجهة مخلفات مميتة.

تحذيرات حقوقية وتوعية ميدانية

منظمات حقوقية دولية ومحلية، منها “العفو الدولية” و**”هيومن رايتس ووتش”**، حذرت من خطورة هذه المخلفات، مطالبة بتمكين فرق الدفاع المدني والهندسة الميدانية من الوصول الآمن لإزالتها.

كما نشر الدفاع المدني في غزة رسائل توعية تحذر المواطنين من الاقتراب من أي معلبات أو أغراض مشبوهة، مشيرًا إلى رصد عبوات صغيرة متفجرة تنفجر بمجرد فتحها، مسببة بتر أطراف أطفال.

إبادة مستمرة

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل قوات الاحتلال، بدعم أمريكي، ارتكاب إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 211 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، إضافة إلى ما يزيد على 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين، في ظل مجاعة وأزمة إنسانية خانقة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى