قلق إسرائيلي بعد حظر ألمانيا جزئيًا توريد الأسلحة على خلفية خطة احتلال غزة

وصفت وسائل إعلام عبرية، السبت، قرار ألمانيا بفرض حظر جزئي على توريد الأسلحة لإسرائيل، عقب إقرار الحكومة الإسرائيلية خطة احتلال قطاع غزة بالكامل، بأنه “مثير للقلق” نظرًا لدور برلين كمورد رئيسي لقطع غيار الأسلحة الاستراتيجية للجيش الإسرائيلي.
وقالت صحيفة “معاريف” العبرية إن إسرائيل تخشى من أن يتوسع الحظر الألماني ليشمل المكونات والأسلحة التي لا تشارك مباشرة في القتال ضد حماس في غزة، وهو ما قد يضر بإمدادات حيوية للجيش.
ألمانيا.. شريك استراتيجي في الصناعات العسكرية
تُعدّ ألمانيا المنتج لأسطول غواصات “دولفين” التابع للبحرية الإسرائيلية، وباني سفن الصواريخ الكبيرة من طراز SA-6 (ساعر 6)، ذات القدرات الاستراتيجية. كما توفر ناقلات الدبابات، وسيارات الإسعاف للجيش عبر شركة مرسيدس، إضافة إلى مكونات رئيسية في صناعة الأسلحة.
وأشارت الصحيفة إلى أن ألمانيا، بجانب كونها موردًا، هي أيضًا زبون مهم للصناعات الدفاعية الإسرائيلية، إذ اشترت أنظمة دفاع مثل “حيتس 3” و**”القبة الحديدية”**، إضافة إلى أنظمة كشف ورادار. وتعتبر سمعة ألمانيا في دقة الاختبارات عاملاً مؤثرًا يجعل قراراتها مرجعية لدول أخرى تسعى لشراء أنظمة مماثلة.
القرار الألماني وأسبابه
يأتي الحظر ردًا على خطة إسرائيل “التدريجية” لاحتلال غزة بالكامل، والتي تتضمن تهجير سكان مدينة غزة من الشمال إلى الجنوب. كما يتزامن مع موجة احتجاجات متجددة في ألمانيا، رغم كونها أكبر داعم أوروبي لتل أبيب في حربها على القطاع.
وأعلن المستشار الألماني فريدريش ميرز، الجمعة، تعليق تصدير المعدات العسكرية التي يمكن استخدامها في غزة “حتى إشعار آخر”، داعيًا الحكومة الإسرائيلية إلى عدم اتخاذ خطوات إضافية نحو ضم الضفة الغربية، ومؤكدًا أن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن هما من أولويات برلين.
رد إسرائيلي
أعرب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن خيبة أمله من القرار الألماني، معتبرًا أنه يضر بالتعاون الدفاعي بين البلدين.
خلفية العدوان على غزة
وتواصل إسرائيل، بدعم أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شن عدوان على قطاع غزة أسفر عن أكثر من 211 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، في ظل اتهامات دولية بارتكاب إبادة جماعية.