مقالات وآراء

ماهر المذيوب يكتب: قيس سعيد يدقّ آخر مسمار في نعش الحقوق والحريات

بالهجوم المخطّط والمنسّق والمدبَّر عن سابق إصرار وترصّد على المقر التاريخي والرئيسي للاتحاد العام التونسي للشغل بالعاصمة التونسية صباح يوم 7 أوت/ أغسطس 2025، يوجّه سعيد ومجموعته أولى هجمات الصدمة والرعب المباشرة ضد الإتحاد العام التونسي للشغل: تاريخًا وهويةً وقيادةً. وبهذا يدقّ آخر مسمار في نعش الحقوق والحريات في تونس الحرة، بعد أن أسقط البرلمان، ثم القضاء، ثم الإعلام، وصولًا إلى خيمة العمال التاريخية: الاتحاد العام التونسي للشغل، ثاني منظمة قطاعية يسقطها سعيد ومجموعته بالضربة المباشرة بعد الإتحاد التونسي للفلاحين.

أعلن قيس سعيد بصفة مباشرة وواضحة وصريحة انتماءه ودفاعه المستميت عن المجموعة المهاجمة
في خطابه التليفزيوني ليلة 8 أوت/ أغسطس 2025، لدى استقباله رئيسة حكومته. وقد أصرّ على تبرير أفعال هذه المجموعة وتبرئتها من كل الجرائم، مما يجعله المسؤول الأول عن كافة أفعالها، ويؤكد حقيقة صارخة: سعيد هو القائد الأعلى لهذه المجموعات الخارجة عن القانون و الدولة.
وهذه المجموعة هي التي تآمرت ثم نسّقت ثم تحركت لمحاصرة مؤسسات الدولة التونسية، بهدف إسقاطها عبر تشويه قياداتها وضرب صورتها والإضرار بها شعبياً وإعلامياً، تحت حماية قوات مسلّحة قيل إنها تدافع عن “حق المواطنين في التظاهر”.

هذه المجموعة الخارجة عن القانون و الدولة هي ذاتها المسؤولة عن كافة الأفعال الإجرامية والإرهابية التي شهدتها تونس يوم 25 جويلية / يوليو 2021 ضد رمز السيادة الشعبية: مجلس نواب الشعب، وضد المجلس الأعلى للقضاء، وضد اتحاد الفلاحين، وضد الاتحاد العام التونسي للشغل.

القائد الأعلى لهذه المجموعات هو قيس سعيد. منظرها “الفكري” صديقه لينين، مديرها التنفيذي شقيقه القريب الى قلبه، وممولها صهره القريب الداعم لجيبه. أما المتحدث الشبه رسمي فهو الداكس، وإذاعتها المتنقلة البوزيدي. والمكلفون بالاستطلاع وجمع المعلومات وحماية الأفراد وتسهيل تنقلاتهم وتوفير الغطاء لهم وتقديمهم كـ”مواطنين أحرار” يعبرون عن آرائهم، للقوات الحاملة للسلاح المنتشرة حول مؤسسات الجمهورية: فهم قيادات من أمنه الشخصي، يعملون بشكل منفرد، و يغامرون بالانخراط في أعمال سياسية تجرمها طبيعة مهامهم، ويدفعون دفعا جهازًا وطنيًا عريقًا كان دائمًا حصنا الوطن و ملاذه في حماية الدستور
في أخطر اللحظات، إلى الانحراف دفاعًا عن افكار فوضوية هلامية ،غير واقعية و أهواء مريضة لشخص يمثّل خطرًا رهيبًا على الدولة ومؤسساتها وديمومتها.

هذه المجموعات العاملة تحت إمرة قيس سعيد متعددة ومتنوعة: منها الفلكلوري الذي شاهدناه أمام المسرح البلدي يوم 25 جويلية _ يوليو 2025، ومنها العملي الميداني كما عشناه يوم 25 جويلية _ يوليو 2021، و 07 أوت _أغسطس 2025 ومنها ما هو كامن مستتر ،متدثر بالتقية ينتظر اللحظة ليعلن عن نفسه، وربما كانت هي الأخطر على الإطلاق.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى