مذكرة سرية في البنتاغون تهدد بتحويل مليارات من أسلحة أوكرانيا إلى المخزونات الأمريكية.. هل بدأ ترامب تغيير قواعد اللعبة؟

كشفت مصادر مطلعة لشبكة CNN عن وثيقة مثيرة كتبها الشهر الماضي كبير مسؤولي السياسات في وزارة الدفاع الأمريكية، تمنح “البنتاغون” صلاحية تحويل أسلحة ومعدات صُنعت خصيصًا لأوكرانيا إلى المخزونات الأمريكية، في خطوة وُصفت بأنها “تحوّل جذري” قد يحرم كييف من مليارات الدولارات من الدعم العسكري الموعود.
المذكرة التي أعدها إلبريدج كولبي، المعروف بموقفه المتشكك من تسليح أوكرانيا، تزيد الضبابية حول مسار الإمدادات قبل القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وسط تساؤلات حادة: هل واشنطن بصدد إعادة ترتيب أولوياتها الاستراتيجية على حساب أوكرانيا؟
صدام داخل البنتاغون وقرارات متذبذبة
وزير الدفاع بيت هيغسيث كان قد أوقف الشهر الماضي شحنة أسلحة ضخمة إلى كييف، قبل أن يتدخل ترامب شخصيًا لإعادة تسييرها، معلنًا عن اتفاق عبر الناتو لتزويد أوكرانيا بأسلحة أمريكية الصنع تموّلها دول أوروبية.
لكن رغم هذا الإعلان، تبقى مذكرة كولبي سارية، وتفتح الباب أمام استعادة أسلحة سبق التعاقد عليها لصالح أوكرانيا.
قلق من نقص المخزونات وحسابات الحرب مع الصين
تحتوي المذكرة على تصنيفات “حمراء” و”صفراء” و”خضراء” للمخزونات، مع وضع أنظمة الدفاع الجوي باتريوت وصواريخها الاعتراضية في الفئة الحمراء، أي تحت رقابة مشددة.
ووفق المصادر، فإن الهدف المعلن هو حماية الإمدادات الأمريكية في حال نشوب صراع مستقبلي مع الصين، لكن ذلك يضع كييف في مواجهة احتمال فقدان قدرات دفاعية حيوية في ظل القصف الروسي المكثف.
الكونغرس يدخل على الخط
أعضاء في مجلس الشيوخ سارعوا لتمرير بند في مشروع قانون الدفاع لعام 2026 يقيّد قدرة البنتاغون على إعادة استيعاب الأسلحة، ويلزمه بإخطار الكونغرس قبل أي خطوة من هذا النوع، في محاولة لقطع الطريق على ما اعتبروه “تحايلاً على إرادة المشرعين”.
استراتيجية جديدة: تحميل أوروبا الكلفة
في خلفية هذه التطورات، تعمل إدارة ترامب على آلية جديدة عبر الناتو تتيح للحلفاء الأوروبيين دفع ثمن الأسلحة الأمريكية التي تُرسل لأوكرانيا، في محاولة لتحويل عبء التسليح من واشنطن إلى أوروبا.
وقد بدأ الحلفاء بالفعل تخصيص أكثر من مليار دولار لهذه الخطة، مع الحديث عن الوصول إلى 10 مليارات.
ما وراء السطور
بالنسبة لمراقبين، فإن المذكرة ليست مجرد إجراء إداري، بل مؤشر على تغيير أعمق في سياسة واشنطن تجاه الحرب الأوكرانية، حيث يلتقي هاجس الحفاظ على التفوق العسكري الأمريكي مع رغبة ترامب في إعادة رسم أدوار الحلفاء.
أما أوكرانيا، فقد تجد نفسها قريبًا أمام معادلة جديدة: دعم أقل من واشنطن، وضغوط أكبر على أوروبا.