اكتشاف غاز طبيعي في بلدة عكوبر بريف دمشق أثناء حفر بئر مياه

فوجئ أهالي بلدة عكوبر في محافظة ريف دمشق جنوبي سوريا، بخروج الغاز الطبيعي من بئر جرى حفرها بدعم أحد المتبرعين بهدف تأمين مياه الشرب، في تطور غير متوقع أعاد الأمل للسكان بمستقبل اقتصادي قائم على استثمار الموارد الطبيعية.
وتقع عكوبر، التي يقطنها نحو 4 آلاف نسمة على بعد 30 كيلومترًا شرقي دمشق، ويعتمد معظم سكانها على الزراعة كمصدر أساسي للرزق. وكان الهدف من الحفر توفير المياه، لكن استمرار تدفق الغاز منذ أكثر من شهر أثار تساؤلات حول وجود احتياطات يمكن أن تدعم الاقتصاد المحلي والوطني.
خلفية اقتصادية وسياسية
تأتي هذه التطورات في ظل مساعٍ تبذلها الحكومة السورية الجديدة لتعافي الاقتصاد بعد الحرب التي شنها نظام بشار الأسد على السوريين لـ14 عامًا، والعقوبات التي فرضت خلال عهده، حيث تسعى الإدارة الحالية لجذب الاستثمارات وتحسين الواقع المعيشي. وكانت وزارة الطاقة قد أعلنت مؤخرًا أن بدء تدفق الغاز الأذربيجاني مطلع أغسطس/ آب الجاري سيسهم في رفع التغذية الكهربائية بمعدل 5 ساعات إضافية يوميًا.
شهادة القائمين على الحفر
قال عدنان غدّام، أحد القائمين على حفر البئر: “بدأنا الحفر بهدف العثور على مياه جوفية، لكننا صُدمنا بخروج الغاز”، مضيفًا أن هذا الاكتشاف “فاتحة خير لعكوبر ولسوريا كلها”، ومؤكدًا أن موارد البلاد “تكفي الجميع إذا استثمرت بالشكل الصحيح”.
إجراءات فنية ومراقبة للبئر
رئيس بلدية عكوبر، حسن صالح إسماعيل، أوضح أن البئر يبلغ عمقها نحو 140 مترًا، أي ضعف العمق المعتاد لاستخراج المياه في المنطقة. وأضاف: “عند ملاحظة خروج اللهب، أبلغنا وزارة الطاقة التي أرسلت مهندسين أوصوا بترك البئر مفتوحة لمدة شهر لمراقبة التدفق، وهو ما يزال مستمرًا حتى الآن”.
وأشار إسماعيل إلى أن هذا الاكتشاف قد يوفر فرص عمل جديدة ويدعم التنمية الاقتصادية في البلدة، لافتًا إلى واقعة مشابهة قبل 5 أعوام لم يُعلن عنها آنذاك خوفًا من بطش النظام السابق.
احتياطيات الغاز في سوريا
وفق بيانات عام 2015، بلغت الاحتياطيات المؤكدة من الغاز الطبيعي في سوريا نحو 8.5 تريليونات قدم مكعب، بينما يصل متوسط الإنتاج اليومي من الغاز غير المصاحب للنفط إلى 250 مليون متر مكعب (58% من الإنتاج الكلي)، في حين يشكل الغاز المصاحب للنفط 28% من الإنتاج، معظمها من شرق نهر الفرات.
وكان النفط والغاز يشكلان ركيزة أساسية للاقتصاد السوري قبل الحرب، إذ مثل النفط في عام 2010 نحو 20% من الناتج المحلي الإجمالي، ونصف الصادرات، وأكثر من نصف الإيرادات العامة، قبل أن يتراجع الإنتاج النفطي من 390 ألف برميل يوميًا إلى نحو 40 ألف برميل فقط في 2023.
مرحلة جديدة بعد سقوط نظام الأسد
في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، سيطرت فصائل سورية على دمشق منهية 61 عامًا من حكم حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد. وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت الإدارة الجديدة تعيين أحمد الشرع رئيسًا للمرحلة الانتقالية، مع حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية ومجلس الشعب وحزب البعث، وإلغاء العمل بالدستور السابق.