رفض سوري للقاء باريس يزيد حدة التوتر مع “قسد”.. ومشهد ميداني مرشح للتصعيد

تشهد الساحة السورية تصعيدًا سياسيًا جديدًا بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، بعد إعلان مصدر حكومي سوري رفض المشاركة في الاجتماعات المقررة في باريس، في خطوة تعكس اتساع الهوة بين الطرفين وتزايد حدة الخلافات الميدانية والسياسية.
خلفية الرفض
المصدر الحكومي أوضح أن دمشق “لن تدخل في مفاوضات مع جهات تسعى لإحياء عهد النظام السابق”، في إشارة إلى مؤتمر الحسكة الذي نظمته “قسد” بمشاركة مكونات سورية متعددة.
الخارجية السورية بدورها وصفت المؤتمر بأنه “قائم على أسس طائفية وعرقية” ويتبنى إعادة رموز النظام السابق إلى المشهد.
رد “قسد” واتهامات مضادة
في المقابل، اتهمت “قسد” الفصائل المدعومة من تركيا، والمرتبطة بحكومة دمشق، بخرق اتفاق وقف إطلاق النار عبر أكثر من 22 هجومًا خلال الأسابيع الأخيرة، استخدمت فيها أسلحة ثقيلة وعمليات برية، ما أسفر عن إصابة 11 مدنيًا. وطالبت بوقف هذه الخروقات فورًا والالتزام ببنود الاتفاق.
مشهد ميداني متشابك
التوتر السياسي ترافق مع أحداث ميدانية بارزة؛ إذ توغلت قوات إسرائيلية في عدة قرى وبلدات بريف القنيطرة، فيما صعّد شيخ عقل الموحدين الدروز حمود الحناوي من لهجته تجاه دمشق، متهمًا إياها بنقض المواثيق، ومؤكدًا رفض السويداء الانصياع لسياساتها رغم “الحصار الخانق”.
تعثر المفاوضات
الاتفاق الموقع بين دمشق و”قسد” في 10 مارس الماضي، الذي تناول قضايا اللامركزية ودمج القوات، شهد عدة جولات برعاية أمريكية قبل أن يتعثر بسبب تمسك دمشق بدمج “قسد” كأفراد لا ككيان، وهو ما رفضته الأخيرة.
الصحفي رمال العيسى أوضح أن أنقرة لعبت دورًا في تعطيل لقاءات سابقة، واعتبر أن النظام السوري لا يبدي جدية في تقديم تنازلات حقيقية.
احتمالات مفتوحة
رفض دمشق لقاء باريس يُقرأ كمقاطعة سياسية مقصودة، قد تمهد لمزيد من التصعيد الميداني، خصوصًا مع استمرار الخروقات في مناطق شمال وشرق سوريا.
وبينما تبدي “قسد” استعدادها لاستئناف المفاوضات برعاية دولية، يبقى الملف رهينًا لموازين القوى الإقليمية والدولية ومواقف الأطراف الفاعلة، في مشهد سوري يزداد تشابكًا وتعقيدًا.