مقالات وآراء

د. عبد الفتاح طوقان يكتب: السياحة بين النجاح والفشل وتطويرها في الأردن

إمكانات الأردن في مجال السياحة هائلة، ولكن للأسف لم نجد في كثير ممن استلموا منصب وزير السياحة الكفاءات أو النجاحات لتحقيق أي مردود، وبالتالي شاهد المجتمع تراجع مستويات السياحة وإغلاقات لفنادق وخسائر بالملايين، إن لم يكن تدمير ممنهج للسياحة ناتج عن إغفال الوضع وعدم وجود الشخص المناسب في المكان المناسب. وأصبحت الوزارة ترضية مثلها مثل وزارة الثقافة ووزارة الشباب، بالرغم من تاريخ الأردن الغني ومناطق الجذب المتنوعة وموقعه الاستراتيجي. وأقصد لتحقيق أقصى قدر من الفوائد من السياحة ولجذب اهتمام السائحين الدوليين، يمكن اتخاذ عدة خطوات، أولها حسن اختيار من يتقلد المنصب الوزاري وتمتعه برؤية ومقدرة، ومن ثم العمل على

  1. تطوير استراتيجية سياحية شاملة: تعد استراتيجية واضحة وطويلة الأجل تشمل التسويق وتطوير البنية التحتية وتحسينات الخدمات أمرًا بالغ الأهمية. يجب أن يتماشى ذلك مع اتجاهات السياحة العالمية ويلبي احتياجات مختلف القطاعات، بما في ذلك السياحة المغامرة والثقافية والطبية والدينية والتاريخية.
  2. الاستثمار في التدريب والتطوير: معالجة فجوة المهارات بين وزراء السياحة والعاملين في القطاع السياحي أمر حيوي. يمكن أن يساعد تنفيذ البرامج التدريبية التي تركز على خدمة العملاء والحساسية الثقافية واتجاهات السياحة العالمية في ضمان أن يكون الموظفون في مجالات وفروع السياحة بأنواعها على دراية وفعالية.
  3. إشراك المهنيين ذوي الخبرة: يمكن أن يؤدي تعيين الأفراد ذوي الخبرة المثبتة في إدارة السياحة والتسويق والعلاقات الدولية إلى اتخاذ قرارات أفضل. يجب أن يكون هؤلاء القادة قادرين على الابتكار والتكيف مع الأسواق العالمية المتغيرة.
  4. تعزيز التسويق والترويج: يجب على الأردن تعزيز ظهوره العالمي من خلال حملات تسويقية مستهدفة تسلط الضوء على عروضه الفريدة، مثل البتراء والبحر الميت وتراثه الثقافي الغني. يمكن للتعاون مع وكالات السفر الدولية والمؤثرين أن يعزز التواصل.
  5. تحسين البنية التحتية: الاستثمار في النقل والإقامة ومناطق الجذب السياحي أمر ضروري. يمكن أن تجعل ترقية المطارات وتسهيل الإجراءات والطرق وأنظمة النقل العام السفر أسهل وأكثر جاذبية.
  6. التركيز على السلامة والأمن: ضمان بيئة آمنة للسياح أمر بالغ الأهمية. يتضمن ذلك تدابير أمنية مرئية وخطط الاستجابة للطوارئ والتواصل الواضح حول بروتوكولات السلامة.
  7. تحفيز المشاركة المحلية: يمكن أن يؤدي إشراك المجتمعات المحلية في المبادرات السياحية إلى تعزيز تجربة الزوار وخلق فرص اقتصادية. يمكن أن يؤدي تدريب المواطنين المحليين على تقديم الخدمات أو التوجيه إلى إثراء التبادل الثقافي.
  8. المراقبة والتكيف: سيساعد التقييم المنتظم لفعالية السياسات والمبادرات السياحية في تحديد مجالات التحسين. يمكن أن توجه التعليقات من السياح التعديلات على الخدمات والعروض.

من خلال معالجة هذه المجالات، واختيار وزراء من ذوي الكفاءات والخبرة ممن يتمتعون بعلاقات دولية وسبق لهم السفر إلى دول سياحية عديدة ويتقنون العلاقات العامة ويهتمون بالموسيقى والمسرح والغناء، التي هي بعض من مفاتيح الجذب السياحي، عندها يمكن للأردن تحويل قطاع السياحة إلى محرك مهم للنمو الاقتصادي، والاستفادة من تراثه الفريد وجماله الطبيعي لجذب مجموعة متنوعة من الزوار الدوليين.

وأود التأكيد هنا أن الأردن يفتخر بثروة من مناطق الجذب التي يمكن أن تعزز قطاع السياحة بشكل كبير. فيما يلي بعض النقاط البارزة الرئيسية:

  1. البتراء: تعرف باسم “مدينة الورد”، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو وواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة.
  2. البحر الميت: يتميز بتركيز عالٍ من الملح وتجارب علاجية فريدة.
  3. وادي رم: مناظر طبيعية صحراوية مذهلة مثالية لسياحة المغامرة.
  4. جرش: أطلال رومانية محفوظة تعرض التاريخ الغني للمنطقة.
  5. جبل نيبو: موقع مقدس يوفر إطلالات بانورامية على الأرض المقدسة.
  6. العقبة: المدينة الساحلية الوحيدة على البحر الأحمر، مناسبة للرياضات المائية.
  7. مادبا: تشتهر بالفسيفساء التاريخية وخاصة خريطة مادبا.
  8. قلعة عجلون: قلعة تاريخية من العصور الوسطى بإطلالات خلابة.
  9. مسجد الملك عبد الله الأول: يتميز بقبته الزرقاء المميزة.
  10. محمية ضانه للمحيط الحيوي: وجهة للسياحة البيئية.

من خلال الترويج لهذه المناطق، وتعزيز تجارب السائحين والزوار، يمكن للأردن تعزيز قطاع السياحة بشكل فعال وجذب جمهور أوسع. ولعل في إضافة الصوت والضوء لبعض المناطق وإنشاء متحف تاريخي جديد عن الأردن، إضافة نوعية للأردن المتميز.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى