إسطنبول..هيئة أمة واحدة تدشن المؤتمر التأسيسي لمشروع استئناف الحضارة الإسلامية بعنوان “فلسطين قلب الحضارة الإسلامية”

شهدت مدينة بشاك شهير في مدينة إسطنبول التركية تدشين المؤتمر التأسيسي لمشروع استئناف الحضارة الإسلامية تحت شعار “فلسطين قلب الحضارة الإسلامية”، في لحظة تاريخية فارقة تمر بها الأمة الإسلامية، حيث تتعاظم التحديات وتتشابك التحولات الإقليمية والدولية، وتتجدد الفرص لبناء مشروع حضاري جامع يعيد وصل ما انقطع من مسيرة الأمة.

وجاءت فكرة المشروع في ظل مرحلة تحولات كبرى يشهدها الإقليم والعالم، أبرز ملامحها انكسار الهيمنة الأمريكية بعد هزيمتها في أفغانستان، واستعادة حضور القضية الفلسطينية بعد “طوفان الأقصى”، الذي زلزل بنيان الكيان الصهيوني، وانتصار الثورة السورية، بعد إطاحة الطاغية بشار، إضافة إلى موجات الوعي المتنامية في العالم الإسلامي.

وقد أكّد المشاركون أن هذه المرحلة ليست فقط زمن اختبار للأمة، بل هي أيضًا زمن انطلاق المبادرات الجذرية العميقة التي تتجاوز الصراعات الهامشية والمشروعات الجزئية إلى القضايا الكبرى الجامعة، وفي مقدمتها المشروع الحضاري الإسلامي، وقضية فلسطين باعتبارها قلب هذا المشروع ومركزه.
إشراف وتنظيم
يشرف على المشروع هيئة امة واحدة، ويتولى إدارته الدكتور حسين عبد العال، رئيس الهيئة.
وقد تولت اللجنة التحضيرية الإعداد للمؤتمر برئاسة الأستاذ أحمد حسني، وعضوية كل من: أ/ إسلام الغمري، و أ/ عامر عبد الرحيم، و أ/ محمد إبراهيم، و أ/ أشرف توفيق، حيث عملت اللجنة على بلورة التصور الفكري والتنظيمي للمؤتمر وضمان مشاركة واسعة من القيادات والرموز العربية والإسلامية.

كما شارك في الإعداد والإخراج مجموعة من الشباب -من الفتيان والفتيات- وكان على رأسهم الدكتور أحمد نجم الدين (نائب رئيس هيئة أمة واحدة)
افتتح المؤتمر بكلمة للدكتور طارق الزمر (رئيس مركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية) عن أهمية وخطورة اللحظة التاريخية التي تعيشها الأمة.
وأشار المتحدثون من العلماء والمفكرين (د حسين عبد العال – د محمد الصغير – د الحسن الكتاني – أ/ وجدي العربي) إلى أن التحدي الأكبر اليوم هو حرب الإبادة التي يتعرض لها شعب غزة، والمؤامرة الواضحة لتهجير سكان القطاع والانتقال بعدها إلى الضفة، وسط خذلان عربي وإسلامي وصل أحيانًا إلى التواطؤ. كما تناولت الكلمات مؤشرات ضعف الكيان الصهيوني وتآكل صورته الردعية، معتبرين أن هذه التطورات تمثل جزءًا من بشائر النهوض الحضاري.

وشهد المؤتمر حضورًا واضحًا للقادة وللرموز والعلماء فضلا عن الشباب الذي كان حضورهم لافتًا على المنصة وكذلك في قاعة المؤتمر.
وتوزعت كلمات الشباب على محاور متعددة، شملت:
• “جيل لا ينسى… من النكسة إلى النهضة”: كلمة شبابية مصرية للشاب (عبيدة حسن) والتي عبرت عن وعي الجيل الجديد الذي نشأ تحت القهر لكنه يرفض أن يرث الهزيمة، ويرى في فلسطين مفتاح النهوض. • نريد حضارة تُشبهنا… لا وصاية بعد اليوم: دعوة شبابية إلى المشاركة الحقيقية في صياغة مشروع الأمة بلا إقصاء ولا وصاية، مع احترام للتجارب السابقة. والتي ألقاها (د أحمد نجم الدين- من السودان) • “من اسطنبول.. حيث سقطت الراية.. سنرفعها من جديد” والتي ألقاها الشاب التركي (د يونس) وحملت بعدًا تاريخيًا حول دور الخلافة العثمانية في الدفاع عن العالم الإسلامي، وكيف تم التآمر عليها وإسقاطها، مع التأكيد على استعادة الروح الحضارية الجامعة. • وجاءت كلمة الفتيات التي ألقتها (الطالبة/ سارة حسين محمد): بعنوان “نصف الأمة لا يغيب” وأكدت أن نهضة الأمة لا يمكن أن تكتمل دون دور فاعل للمرأة، باعتبارها شريكة في حمل الرسالة وبناء الحضارة. • “رسالة من شباب الأمة إلى شباب العالم” والتي ألقتها بالإنجليزية الفتاة (هيا احمد حسني): حيث دعت إلى حوار الحضارات، ورفض نهج الصدام بينها، والعمل على بناء عالم تسوده العدالة والأخوة الإنسانية، ومواجهة الصهيونية، والعنصرية، والاستعمار.
- “فلسطين تنادي حضارتكم” وألقاها الشاب (مالك مازن) من غزة، وكانت بمثابة صرخة في وجه المعتدين والمتواطئين، كما كانت نداءً عزيزًا للأمة كي تقوم بواجبها تجاه غزة.
- “حضارتنا ونحن جيلها” للشاب (نصر الله سليمان) من اليمن السعيد، من منبع الحضارة العالمية، ودعا فيها للعودة للحضارة وبذل الغالي والنفيس لأجلها.
- كما شهد المؤتمر أنشودة معبرة عن الواقع بعنوان: “ملكنا هذه الدنيا القرونا” والتي أطربنا بها المنشد الكبير أ/ أحمد عبد السلام، من مصر
حضر المؤتمر قيادات ورموز من مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي، من مصر، وفلسطين، والسودان، والمغرب العربي، وتركيا، وسوريا، وليبيا، والعراق، واليمن، وتونس، والصومال، وإريتريا، مما أضفى عليه طابعًا وحدويًا عابرًا للحدود.

وكان من بين الحاضرين (من السودان: د نافع علي نافع – د خليل عبد الله – أ/ محمد خليل عبد الله) – (ومن المغرب العربي: د الحسن الكتاني) – (ومن فلسطين: د منير سعيد – د محمد عبد الله شلح) – (ومن تركيا: د يونس قاراكولة) – (ومن إريتريا: د حسن سلمان) – (ومن العراق: د محمد الهاشمي) – (ومن ليبيا: د عبد الوهاب قايد) – (ومن مصر: أ/ وجدي العربي – د عمر عبد العزيز القرشي – الشيخ ممدوح علي يوسف – د محمد الصغير – د محمد الفقي – د أسامة رشدي – أ/ جمال سلطان – د محمد عادل – أ/ محمد جمال – أ/ أحمد عبد السلام)

وشهدت الجلسات حوارات ثرية حول فلسفة المشروع وأهدافه، وآليات ترجمته إلى خارطة طريق عملية تشمل الفكر، والدعوة، والإعلام، والعمل الاجتماعي، والسياسي.
اختتم المؤتمر بإعلان الانطلاق الرسمي لمشروع استئناف الحضارة الإسلامية، وإطلاق “منصة إسطنبول للحوار الحضاري الإسلامي” كإطار جامع للتشبيك والتعاون بين النخب والقيادات الإسلامية، مع التأكيد على أن هذه المبادرة تمثل فرصة القرن للأمة كي تستعيد دورها الحضاري وتواجه التحديات المشتركة برؤية موحدة وخطة متكاملة.