اليونيفيل: تعاوننا مع الجيش اللبناني يتيح له تسلم زمام السيطرة تدريجيًا بعد انسحاب إسرائيل

أكدت قوات حفظ السلام الدولية في لبنان “يونيفيل”، الثلاثاء، أن تعاونها مع الجيش اللبناني سيمكنه من تسلم زمام السيطرة على أراضي بلاده تدريجيًا وضمان الاستقرار فيها، خاصة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية.
جاء ذلك غداة تقرير لصحيفة جيروزاليم بوست العبرية، أفاد بأن إسرائيل والولايات المتحدة اقترحتا “إنهاءً كاملًا” لعمل بعثة اليونيفيل في لبنان، أو “تمديدًا محدودًا” يشمل انسحابًا منسقًا مع الجيش اللبناني، في أعقاب قرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيد الدولة.
اجتماع لتعزيز التعاون
وقالت اليونيفيل، في بيان، إن قائد القطاع الغربي للبعثة، الجنرال الإيطالي دافيد كولوسي، التقى قائد فوج التدخل السريع الثاني، العميد الركن جهاد خالد، في إطار الاجتماعات الرسمية مع الجيش اللبناني.
وأوضح البيان أن اللقاء شكّل فرصة لتعزيز التعاون بهدف ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى أن القطاع الغربي يكثف عمله بالتنسيق مع الجيش لتقديم أقصى درجات الدعم في السيطرة على الأرض وتأمين حماية السكان، خصوصًا خلال عملية عودتهم إلى أراضيهم بعد انسحاب القوات الإسرائيلية.
وشدد كولوسي على “الدور الحاسم للتآزر والتعاون” بين الجانبين، مؤكدًا أن التدريب المشترك والتواصل الميداني المستمر أساسيان للحفاظ على السلام وتطوير القدرات المشتركة، وبناء الثقة مع المجتمعات المحلية.
خلاف حول مستقبل البعثة
الاثنين، نقلت جيروزاليم بوست عن مصدر دبلوماسي مطلع أن إسرائيل والولايات المتحدة أبلغتا أعضاء في مجلس الأمن الدولي معارضتهما للتجديد التلقائي لولاية اليونيفيل، ومطالبتهما بإعادة تقييم الحاجة لاستمرارها.
ويأتي ذلك قبل جلسة لمجلس الأمن، نهاية أغسطس/ آب الجاري، لمناقشة تمديد ولاية البعثة، وبعد موافقة مجلس الوزراء اللبناني الخميس الماضي على “أهداف” ورقة المبعوث الأمريكي توماس باراك بشأن “تعزيز” اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، والتي تزامنت مع انسحاب 4 وزراء شيعة من الجلسة.
والثلاثاء، أقر مجلس الوزراء تكليف الجيش بوضع خطة لحصر السلاح بيد الدولة، بما فيه سلاح “حزب الله”، قبل نهاية العام 2025، وعرضها خلال أغسطس الجاري. وأثار القرار رفض حزب الله، الذي وصفه بـ”الخطيئة الكبرى”، وحركة أمل التي رأت أنه “تنازل مجاني” لإسرائيل.
بعثة اليونيفيل ودورها
تضم بعثة اليونيفيل 11 ألف عنصر، وتعمل على منع التصعيد بين لبنان وإسرائيل من خلال آليات اتصال ودوريات مراقبة محايدة، إضافة إلى دعم الجيش اللبناني. وبدأت مهامها عام 1978، وتوسعت بعد حرب 2006 لتشمل تأمين الحدود الجنوبية.
وتواجه البعثة تحديات أمنية، أبرزها القيود على تحركاتها والتوترات المتكررة على طول “الخط الأزرق”.
خلفية النزاع
شهد جنوب لبنان تصعيدًا عسكريًا واسعًا في 23 سبتمبر/ أيلول 2024 بعد هجوم إسرائيلي بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل و17 ألف جريح. وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين حزب الله وإسرائيل، إلا أن الأخيرة خرقت الاتفاق أكثر من 3 آلاف مرة، ما أدى إلى مقتل 281 شخصًا وإصابة 586 آخرين، وفق بيانات رسمية.
وتواصل إسرائيل احتلال 5 تلال في جنوب لبنان، إلى جانب أراضٍ فلسطينية وسورية، وترفض الانسحاب منها أو القبول بقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967.