مجزرة ودمار واسع في حي الزيتون بغزة وسط عملية عسكرية إسرائيلية مكثفة

يواصل الجيش الإسرائيلي منذ عدة أيام تنفيذ عملية عسكرية مركزة في حي الزيتون، أحد أكبر أحياء مدينة غزة، أسفرت عن تدمير مئات المنازل وارتكاب مجازر بحق عائلات فلسطينية، في إطار خطة أوسع لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل.
الحي، الواقع في الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة غزة، يتعرض لقصف ونسف مكثف جواً وبراً، طال مناطق سكنية مكتظة، خاصة المباني التي تتجاوز خمسة طوابق، ما تسبب بحالة من الذعر بين السكان وأجبر كثيرين على النزوح، وفق ما أفاد متحدث الدفاع المدني الفلسطيني محمود بصل.
تدمير 300 منزل وحصار كامل
قال بصل إن الجيش الإسرائيلي دمّر خلال الأيام الثلاثة الماضية أكثر من 300 منزل في الحي، مستخدمًا قنابل شديدة الانفجار تدمر محيط الأهداف المستهدفة لزيادة الخسائر البشرية والمادية. وأكد أن عمليات القصف تتم دون أي تحذير مسبق، وأن الجيش يحاصر بالقصف والنسف المناطق الجنوبية والشرقية من الحي بشكل كامل، مانعًا دخول فرق الإنقاذ لانتشال الجثامين أو إسعاف الجرحى، ما يزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية.
وأشار بصل إلى أن القصف استهدف منازل مكتظة بالسكان، وأسفر عن مجازر بحق عدد من العائلات الفلسطينية التي انهارت بيوتها فوق رؤوس أفرادها.
خطة إعادة الاحتلال
تأتي هذه العملية بعد إقرار المجلس الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل، الجمعة، خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل. وتشمل الخطة بدءاً باحتلال مدينة غزة وتهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في الأحياء السكنية، على أن تتبعها مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع.
هذه الخطة أثارت جدلاً داخل إسرائيل، حيث وصف رئيس أركان الجيش إيال زامير الخطوة بـ”الفخ الاستراتيجي”، مقترحًا بدلاً منها “خطة تطويق” تهدف للضغط على حركة حماس لإطلاق الأسرى دون الانجرار إلى مواجهة شاملة قد تطيل أمد الحرب.
إبادة جماعية مستمرة
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل، بدعم أمريكي، حرباً وصفتها منظمات حقوقية دولية بأنها إبادة جماعية، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، في تجاهل تام لقرارات محكمة العدل الدولية.
وأسفرت هذه الحرب حتى الآن عن مقتل 61,722 فلسطينياً، وإصابة 154,525 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9,000 مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة 235 شخصاً، بينهم 106 أطفال.