اغتيال صحفيي الجزيرة يثير غضباً دولياً واتهامات لإسرائيل باستهداف الإعلاميين

أولت الصحف الفرنسية اهتماماً واسعاً لمقتل عدد من صحفيي قناة الجزيرة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، واعتبرت الحادثة ضربة قاسية لحرية الصحافة وإحراجاً كبيراً لإسرائيل على الساحة الدولية.

صحيفة ليبراسيون انتقدت رواية الاحتلال التي وصفت المراسل أنس الشريف بـ”إرهابي مأجور لحماس”، مشيرة إلى أن منظمة “مراسلون بلا حدود” رفضت هذا الوصف واعتبرت الشريف “صوت المعاناة التي يفرضها الاحتلال على الفلسطينيين”.

دعوات لتحرك أممي وقانوني

طالبت “مراسلون بلا حدود” بعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن استناداً للقرار 2222 الخاص بحماية الصحفيين في مناطق النزاع، وأعلنت رفع أربع شكاوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد الجيش الإسرائيلي بتهمة ارتكاب جرائم حرب بحق الصحفيين.

كما اتهمت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إسرائيل باستهداف خيمة كان يقيم فيها خمسة من موظفي الجزيرة، واعتبرت ذلك “انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي”، مطالبة باحترام الصحفيين وتسهيل وصولهم إلى غزة.

أنس الشريف.. شاهد محرج للاحتلال

صحيفة لاكروا وصفت أنس الشريف بأنه “شاهد أصبح مصدر إحراج لإسرائيل”، مشيرة إلى متابعته من نصف مليون شخص على منصة “إكس” واعتماده مصدراً رئيسياً لرصد الحرب من داخل شمال غزة.

وذكّرت الصحيفة بوصيته التي أكد فيها التزامه بنقل الحقيقة رغم الألم والفقد، لافتة إلى أنه كان تحت تهديد إسرائيلي مباشر منذ أشهر، وأن والده قُتل في قصف عام 2023.

استهداف ممنهج وتعتيم إعلامي

موقع ميديا بارت أوضح أن الشريف كان من الصحفيين القلائل الذين بقوا شمال غزة بعد 7 أكتوبر 2023، ووثق عمليات القصف والتطهير العرقي في مخيم جباليا، إضافة إلى المعاناة الإنسانية بسبب الحصار.

كما نقل عن المقررة الخاصة بالأمم المتحدة إيرين خان قولها إن قتل واعتقال ومضايقة الصحفيين الفلسطينيين جزء من إستراتيجية إسرائيلية متعمدة لطمس الحقيقة.

“يوم أسود لحرية الصحافة”

صحيفة لوباريزيان وصفت يوم مقتل ستة صحفيين، بينهم خمسة من الجزيرة، بأنه “يوم أسود لحرية الصحافة”، ونقلت عن لجنة حماية الصحفيين أن استهداف الإعلاميين في الحرب “جريمة حرب”.

كما أشارت إلى أن الحرب الحالية أسفرت عن مقتل أكثر من 200 صحفي، وهو رقم يتجاوز عدد الصحفيين الذين قُتلوا في أوكرانيا وفيتنام والحرب العالمية الثانية مجتمعة.

سجل دموي ضد الصحافة

التقارير الفرنسية شددت على أن استهداف قناة الجزيرة ليس حادثاً منفصلاً، بل يأتي ضمن سياسة ممنهجة شملت تدمير البنية الإعلامية في غزة والضفة الغربية منذ بداية الحرب، بهدف فرض تعتيم إعلامي كامل على ما يجري في الأراضي الفلسطينية.