داخلية غزة تتهم إسرائيل برعاية عصابات لنهب المساعدات وبيعها بأسعار باهظة

اتهمت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، الأربعاء، إسرائيل برعاية مجموعات من اللصوص وتوفير غطاء لهم لنهب شاحنات المساعدات الإنسانية المحدودة التي تصل إلى القطاع، وبيعها في الأسواق بأسعار مرتفعة، في إطار ما وصفته بسياسة “هندسة التجويع”.
وأوضحت الوزارة، في بيان، أن تل أبيب تتعمد استهداف عناصر تأمين المساعدات الإنسانية من المدنيين وأفراد العشائر والعائلات الفلسطينية، مشيرة إلى أن آخر هذه الاستهدافات كان الأربعاء، عندما شن الجيش الإسرائيلي ثلاث غارات متفرقة أسفرت عن مقتل 11 عنصرًا من فرق التأمين، وفق ما أفاد مصدر طبي.
وأكدت أن إسرائيل ترعى “مجموعات اللصوص والبلطجية” التي تعترض شاحنات المساعدات وتنهبها، قبل بيعها بأسعار باهظة، ما يحرم مستحقيها من الحصول عليها، ويديم حالة الفوضى التي ترافق دخول المساعدات الإنسانية المحدودة.
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن إسرائيل سمحت خلال 15 يومًا فقط بدخول 1334 شاحنة مساعدات من أصل 9 آلاف مطلوبة، أي ما يعادل 14 بالمئة فقط من الاحتياجات الفعلية، وهو ما وصفته الوزارة بأنه استهداف ممنهج لعناصر التأمين وحرمان عشرات آلاف الأسر الفلسطينية من الغذاء.
وطالبت وزارة الداخلية المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لتمكين المؤسسات الأممية، وعلى رأسها الأونروا، من أداء مهامها في إيصال المساعدات، نظرًا لخبرتها في هذا المجال.
ويأتي ذلك في ظل استمرار المجاعة بمؤشراتها الكارثية، التي تسببت في وفيات نتيجة سوء التغذية، رغم سماح إسرائيل منذ أكثر من أسبوعين بدخول شاحنات محدودة من المساعدات، والتي تتعرض في معظمها للسرقة من عصابات تقول حكومة غزة إنها تحظى بحماية إسرائيلية.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، مانعة دخول المساعدات، ما فاقم الأزمة الإنسانية ودفع برنامج الأغذية العالمي إلى التحذير من أن “ثلث سكان غزة لم يأكلوا منذ عدة أيام”، فيما أكدت الأمم المتحدة حاجة القطاع إلى مئات الشاحنات يوميًا لإنهاء المجاعة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، أسفرت عن مقتل 61,722 فلسطينيًا وإصابة 154,525 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة 235 شخصًا، بينهم 106 أطفال، وفق إحصاءات رسمية.