صحف عالمية: اغتيال أنس الشريف وزملائه جزء من حملة إسرائيلية لتكميم الصوت الفلسطيني ومنع تغطية الحرب

نشرت صحيفة إندبندنت البريطانية افتتاحية حملت صورة الصحافي الفلسطيني أنس الشريف، الذي استشهد مع أربعة من زملائه في غارة إسرائيلية استهدفت خيمتهم الأحد الماضي، مؤكدة أن استهداف الصحفيين في غزة يمثل أسلوباً ممنهجاً للحد من حرية التعبير وإخفاء الحقائق عن العالم.
الصحيفة شددت على أن اغتيال الشريف – الذي عمل في الجزيرة ووكالة رويترز – لم يكن “ضرراً جانبياً” بل عملية قتل متعمدة برعاية دولة، وأنه يثير تساؤلات جدية حول الطريقة التي تدير بها إسرائيل الحرب، خاصة في ظل منع دخول الصحفيين الدوليين للقطاع.
وأوضحت أن مقتل زملائه محمد قريقع، مؤمن عليوة، إبراهيم ظاهر، ومحمد نوفل، وهم مدنيون محميون، يفتقر لأي مبرر قانوني.
إندبندنت أشارت إلى أن حرمان المؤسسات الإعلامية العالمية من الوصول إلى غزة جعل الصحفيين الفلسطينيين يتحملون وحدهم عبء توثيق المجازر والمجاعة، رغم المخاطر الهائلة التي تواجههم، لافتة إلى أن عدد الصحفيين الذين قُتلوا في غزة خلال الحرب فاق إجمالي قتلى الصحفيين في الحروب العالمية وحرب فيتنام وأفغانستان مجتمعة.
وفي السياق نفسه، قالت صحيفة الغارديان إن استهداف الصحفيين الفلسطينيين ومنع التغطية المستقلة في غزة ليسا مجرد نتائج جانبية للحرب، بل جزء من “حرب أخرى” للسيطرة على الرواية.
مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يبرر الاغتيالات باتهامات غير مثبتة بالانتماء لحماس، رغم تناقض الأدلة وضعفها.
الغارديان نقلت عن جودي غينسبيرغ، الرئيسة التنفيذية للجنة حماية الصحفيين، قولها إن “منع الوصول الدولي، وقتل الصحفيين، واستهداف المنشآت الإعلامية، كلها جزء من استراتيجية متعمدة لإخفاء ما يحدث في غزة”، محذرة من أن الرسالة واضحة: “إسرائيل قادرة على فعل ما تشاء دون محاسبة”.
وتخلص الصحيفتان إلى أن ما يجري في غزة هو حرب على الحقيقة بقدر ما هو حرب على الأرض، وأن استهداف الصحفيين يهدف إلى إسكات الصوت الفلسطيني ومنع العالم من الاطلاع على حجم المأساة.