ماهر المذيوب، عضو مجلس نواب الشعب بالجمهورية التونسية عن دائرة الدول العربية وبقية دول العالم، ومساعد رئيس المجلس للفترة النيابية 2019–2024، وجّه رسالة مؤثرة بمناسبة مرور 850 يومًا على اعتقال الشيخ راشد الغنوشي، رئيس مجلس نواب الشعب الأسبق، واصفًا إياه بـ”الشيخ المجاهد” ورمزًا وطنيًا لصمود تونس في وجه الانقلاب والقمع”.
وقال المذيوب إن الغنوشي، الذي أُعتقل ليلة 27 رمضان الموافق لـ 17 أبريل 2023، يقبع اليوم في معتقل المرناقية للشهر الثامن والعشرين على التوالي، وقد أمضى حتى اللحظة أكثر من 850 يومًا، أو 121 أسبوعًا، أو ما يزيد عن 20 ألف ساعة، في صمود أسطوري لرجل بلغ الرابعة والثمانين من عمره، لم يتأفف، لم يساوم، ولم يرضخ، بل جعل من جدران السجن محرابًا ومن القيود درعًا ومن المحنة منبرًا.
زنزانة الغنوشي… جسر بين تونس وفلسطين
ونقل المذيوب عن بعض الزائرين للغنوشي أنهم وجدوه في حالة روحية متجددة منذ 7 أكتوبر 2023، حيث ظلت فلسطين – كما عهدوه – حاضرة في وجدانه، في صلاته، ودعائه، وصيامه. وأوضح أن زنزانته تحوّلت إلى امتداد رمزي للقدس، وسجادته صارت جسرًا بين تونس وفلسطين، تأكيدًا على أن النضال من أجل فلسطين، بالنسبة للغنوشي، كان دومًا أولوية تتقدّم على كل الأجندات.
وقفة 26 يوليو 2021… ذاكرة وطنية لمقاومة الانقلاب
استرجع المذيوب لحظة وقوف الغنوشي مع ثلة من النواب الأحرار أمام البرلمان فجر 26 يوليو 2021، رغم آثار إصابته بكورونا آنذاك، واصفًا المشهد بـ”الوقفة البطولية” التي تحوّلت إلى مرجعية وطنية في مقاومة الانقلاب، وشاهد تاريخي على أن الشجاعة موقف لا يُمحى، وأن من يقف هو من يكتب التاريخ، لا من ينحني.
حركة النهضة: مدرسة في الصبر والمؤسسية
كما أشار المذيوب إلى أن اعتقال الغنوشي رافقه إغلاق كامل لمقرات حركة النهضة في تونس، إلا أن الحزب لم ينقسم، ولم تسجّل محاولات اختطاف لقيادته أو صناعة “بدائل حزبية”، بل بقيت الحركة ملتزمة بالدستور والقانون، متمسكة بأخلاقيات المقاومة السلمية، رافضة أن تبيع مبادئها في سوق السياسة، معتبرًا ذلك درسًا سياسيًا فريدًا من رجالها ونسائها وشبابها.
اعتقال الغنوشي… وصمة على وجه الجلاد
وختم المذيوب بيانه بالإشارة إلى أن الرأي العام التونسي – رغم اختلافاته – بات يرى أن اعتقال الغنوشي وصمة عار في جبين النظام، ووسام شرف على جبين “الشيخ المجاهد”، قائلًا:
“راشد الغنوشي… ليس مجرد اسم، بل قصة وطن يصمد، كما كان مانديلا رمزًا لصمود جنوب إفريقيا، وكما كان عمر المختار أيقونة كفاح ليبيا.”
