العالم العربيفلسطين

زخم مغربي غير مسبوق تضامناً مع غزة منذ عامين: أكثر من 10 آلاف فعالية ورسائل حاسمة ضد التطبيع

منذ بدء الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم يتوقف الشارع المغربي عن التعبير عن تضامنه الواسع مع الشعب الفلسطيني، في مشهد يومي بات يعكس عمق الارتباط التاريخي للمغاربة بالقضية الفلسطينية.

هذا التضامن، وفق مراقبين، اتخذ أشكالاً متعددة شملت مسيرات مليونية ووقفات مسجدية ومواكب رمزية وندوات ومحاكمات شعبية، إضافة إلى مبادرات فكرية ودينية وثقافية تهدف إلى إبقاء فلسطين حاضرة في الوجدان المغربي.

وقال محمد الرياحي، القيادي في الهيئة المغربية للدعم والنصرة، إن المغاربة عاشوا خلال العامين الماضيين “هبة تضامنية غير مسبوقة” عبّروا من خلالها عن إسنادهم الكامل لغزة ورفضهم للإبادة الإسرائيلية.

وأضاف أن هذا الزخم الشعبي وجّه رسائل واضحة للداخل والخارج، مفادها أن “فلسطين قضية جامعة لا تقبل المساومة”، مشيراً إلى أن “التفاعل المغربي فاق نظيره في باقي الدول العربية والإسلامية التي ظل تضامنها محدوداً وموسمياً”.

عدالة القضية وأصالة الموقف

أرجع الرياحي هذا الزخم إلى عدالة القضية الفلسطينية و”فداحة الجرائم التي تشهدها غزة”، مؤكداً أن “ما يجري كشف للعالم الوجه الدموي الحقيقي للكيان الصهيوني”، وأن الدين الإسلامي يحث على نصرة المظلومين، مضيفاً: “من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم”.

وأشار إلى أن المغاربة ارتبطوا تاريخياً بفلسطين، وأن هذا الارتباط يتجسد رمزياً في باب المغاربة وحارة المغاربة داخل المسجد الأقصى، التي هدمتها إسرائيل عام 1967 وكانت تضم 135 بناء أثرياً تعود للعصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية.

أكثر من 10 آلاف فعالية خلال عامين

وأوضح الرياحي أن المغرب شهد أكثر من 10 آلاف و461 فعالية تضامنية منذ اندلاع الحرب، تنوعت بين وقفة ومسيرة ومواكب رمزية.

وكشف أن الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة نظمت 9800 وقفة و11 مسيرة وطنية و650 مسيرة محلية، إلى جانب 35 موكب تضامني شاركت فيها 60 مدينة مغربية، فضلاً عن فعاليات أسبوعية تحت عنوان “جمعة طوفان الأقصى”.

كما أطلقت الهيئة مبادرة “عيدنا فلسطيني” خلال عيدي الفطر والأضحى، حيث يرتدي المغاربة الكوفية الفلسطينية ويرفعون الأعلام ويدعون بالنصر لأهل غزة، بهدف ترسيخ التضامن في الحياة الدينية والاجتماعية اليومية.

رسائل الحراك الشعبي

وأكد الرياحي أن أولى رسائل الحراك هي إلى الشعب الفلسطيني مفادها أن “المغاربة معكم حتى النصر”، أما الرسالة الثانية فهي للأنظمة العربية التي حمّلها مسؤولية “خذلان القضية واستمرار التطبيع”، فيما وُجهت الرسالة الثالثة إلى المنظومة الدولية التي وصفها بأنها “أثبتت أنها عاجزة ومنحازة للغرب”.

أثر الحراك على الساحة الدولية

ورأى الرياحي أن الزخم المغربي ساهم في رفع معنويات الفلسطينيين وفي تعزيز الحراك الدولي المؤيد للقضية، مشيراً إلى أن الضغط الشعبي في أوروبا أسهم في اعتراف عدد من الدول بدولة فلسطين وفي إدانة جرائم إسرائيل بغزة.

وختم تصريحه بالتأكيد على أن “الهيئة تعتبر أن طريق التحرير محفوف بالصعاب، لكن وعد الله بالنصر مع الصبر باقٍ وأكيد”، داعياً إلى استمرار التعبئة الشعبية ورفض كل أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

المصدر: الأناضول

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى