إسرائيل تستعد لتسريع عملية عسكرية لاحتلال مدينة غزة وسط تحذيرات دولية

ادعت هيئة البث العبرية، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتسريع “العملية العسكرية” التي تهدف إلى احتلال مدينة غزة، وذلك وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية.
وأفادت الهيئة بأن قادة الجيش سيعقدون، السبت، اجتماعًا في مقر قيادة المنطقة الجنوبية لمناقشة العملية العسكرية، بينما من المقرر أن يصل رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، الأحد، إلى مقر القيادة في بئر السبع للتصديق على خطط احتلال المدينة.
تحركات ميدانية واستدعاء احتياط
الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق الجمعة بدء عمل “الفرقة 99” في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، ضمن خطة أقرتها الحكومة لاحتلال ما تبقى من القطاع.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” ذكرت أن الجيش تلقى أوامر بالاستعداد لاجتياح ما تبقى من مدينة غزة بعد موافقة المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) على الخطة، مع ترجيح أن لا تدخل هذه الخطوة حيز التنفيذ قبل سبتمبر/ أيلول المقبل، حيث تواصل القوات أنشطتها الروتينية مع تعديلات على الجداول الأسبوعية استعدادًا للعملية.
كما كشفت الصحيفة أن الجيش يعتزم استدعاء ما بين 80 و100 ألف جندي احتياط للمشاركة في العملية المحتملة، بعد أن صادق رئيس الأركان على “الفكرة المركزية” لخطة إعادة احتلال القطاع بالكامل، بما يشمل الهجوم على منطقة الزيتون.
ضغوط أمريكية على نتنياهو
من جانبها، قالت صحيفة “يسرائيل هيوم” إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأت تفقد صبرها على حرب إسرائيل في غزة، مشيرة إلى أن ترامب طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تسريع العمليات العسكرية.
وأضافت الصحيفة أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر حذر في اجتماع “الكابينت” من أن صبر واشنطن “بدأ ينفد”. وحتى الساعة 20:30 (ت.غ)، لم يصدر أي تعليق من مكتب نتنياهو أو البيت الأبيض حول هذه التقارير.
خطة إعادة الاحتلال وإثارتها للانتقادات
الحكومة الإسرائيلية كانت قد أقرت، قبل أسبوع، خطة نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، ما أثار انتقادات واسعة واحتجاجات داخلية اعتبرتها بمثابة “حكم إعدام” بحق الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.
وتقوم الخطة على احتلال مدينة غزة أولًا عبر تهجير نحو مليون فلسطيني إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل داخل الأحياء السكنية، على أن تشمل المرحلة الثانية مخيمات اللاجئين وسط القطاع التي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها خلال الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
خلفية تاريخية وتحذيرات دولية
سبق أن احتلت إسرائيل قطاع غزة لمدة 38 عامًا (1967–2005)، وتفرض عليه حصارًا شاملًا منذ 18 عامًا، حيث يعيش فيه اليوم نحو 2.4 مليون فلسطيني.
وأثار اعتزام إسرائيل إعادة احتلال القطاع موجة انتقادات رسمية وشعبية دولية، وسط تحذيرات من تفاقم أعداد الضحايا الفلسطينيين جراء حرب الإبادة، والحصار والتجويع الممنهج الذي تنفذه تل أبيب منذ 22 شهرًا.