غزة تنزف: قصف المستشفيات ومجاعة تحاصر المدنيين وسط صمت دولي

استشهد 7 فلسطينيين فجر الأحد في قصف بطائرة مسيّرة إسرائيلية استهدف ساحة مستشفى المعمداني بمدينة غزة، في حلقة جديدة من مسلسل الاستهداف الممنهج للمراكز الصحية والبنى المدنية.
وأكدت مصادر طبية أن الضحايا سقطوا بينما كانوا في محيط المستشفى، ما يرفع منسوب القلق على ما تبقى من مؤسسات الرعاية الصحية التي تعاني أصلا الانهيار.
وفي حصيلة مأساوية جديدة، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 22 شهراً أسفر عن استشهاد 61,897 فلسطينياً وإصابة أكثر من 155 ألفاً، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وأضافت أن المستشفيات استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط 70 شهيداً و385 جريحاً.
الموت جوعاً يوازي الموت بالقصف
إلى جانب القصف، تتصاعد الكارثة الإنسانية مع تسجيل 11 وفاة جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال يوم واحد، ليرتفع العدد الإجمالي لضحايا التجويع إلى 251 شهيداً، بينهم 108 أطفال.
وأفاد رئيس مستشفى الأطفال بمجمع ناصر في خان يونس أن المستشفى استقبل 35 حالة سوء تغذية حادة في يوم واحد، محذراً من ارتفاع ملحوظ في وفيات الأطفال نتيجة نقص الأدوية والحليب.
من جهتها، حذرت وكالة “الأونروا” من أن “الجوع ينتشر بسرعة كبيرة في غزة”، مؤكدة أن نحو مليون امرأة وفتاة يواجهن المجاعة ويضطررن للجوء إلى وسائل خطيرة للبقاء على قيد الحياة، مثل الخروج بحثاً عن الطعام والماء، ما يعرضهن لمزيد من المخاطر.
الأمم المتحدة: المجاعة صناعة حرب
مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قال إن قوات الاحتلال استهدفت 11 مرة فلسطينيين كانوا يؤمّنون قوافل مساعدات إنسانية منذ بداية الشهر الجاري، مشيراً إلى أن “1670 فلسطينياً قُتلوا بالرصاص بين 27 مايو و13 أغسطس أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء”.
المكتب شدد على ضرورة التحقيق العاجل والمستقل في هذه “الجرائم”، محملاً إسرائيل مسؤولية تعميق الفوضى وتعريض مئات آلاف المدنيين لخطر المجاعة.
صورة قاتمة لمستقبل القطاع
بين قصف يطال المستشفيات والمدارس والأسواق، وحصار خانق يقطع الغذاء والدواء والماء، يتكشف يوماً بعد يوم مشهد إبادة بطيئة تستهدف شعباً أعزل.
ومع استمرار الدعم الأميركي لإسرائيل، تبدو كل التحذيرات الأممية عاجزة عن وقف الكارثة الإنسانية التي باتت تُسجَّل في غزة بالأرقام: آلاف الشهداء، مئات الآلاف من الجرحى والنازحين، ومجاعة تتسع دوائرها.