العالم العربيفلسطين

الاحتلال ينقل مراكز إيواء مؤقتة إلى غزة تمهيدًا لإجلاء سكان المدينة وسط مخاوف فلسطينية

شرعت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، صباح الأحد، بنقل مراكز إيواء مؤقتة تضم خيامًا وكرفانات عبر معبر كرم أبو سالم جنوبي قطاع غزة، في إطار خطة إجلاء أهالي مدينة غزة استعدادًا للعدوان العسكري المرتقب.

خيام عبر معبر كرم أبو سالم

وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام عبرية وجود عشرات الشاحنات المحمّلة بالخيام والتجهيزات اللوجستية في الجانب الإسرائيلي من المعبر، دون تحديد الموقع الذي ستُنصب فيه هذه المخيمات. وتعد هذه المرة الأولى منذ أكثر من عام التي تسمح فيها سلطات الاحتلال بدخول خيام جديدة للقطاع، رغم مطالبات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بتوفيرها بعد اهتراء معظم الخيام السابقة بفعل ظروف الطقس.

“مدينة رفح الإنسانية”

وأفاد موقع “I24NEWS” العبري بأن المخيمات المزمع إقامتها ستنشأ في مدينة رفح بين محوري موراج وفيلادلفيا شرق المدينة.

ووفق مصادر أمنية تحدثت لـ”قدس برس”، فإن المنطقة المستهدفة تقع تحت سيطرة ما يُعرف بميليشيا “ياسر أبو شباب” المنتمية إلى قبيلة الترابين، والتي أنشأها ومولها الجيش الإسرائيلي لتعزيز قبضته الأمنية بعد تقويض سلطة الحكومة المحلية في غزة. وبحسب المصادر، فإن عناصر هذه الميليشيا اعتادوا اعتراض شاحنات المساعدات وفرض إتاوات تصل إلى 20 ألف دولار على الشاحنة الواحدة.

معضلة النزوح

ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن إجلاء سكان مدينة غزة، البالغ عددهم أكثر من 800 ألف نسمة، يتطلب تجهيز مدينة كاملة قادرة على استيعابهم، مشيرة إلى أن مناطق وسط القطاع (النصيرات، الزوايدة، دير البلح، البريج، المغازي) إضافة إلى المواصي في خان يونس، غير مؤهلة لاحتضان هذه الأعداد بسبب ضيق المساحات وغياب البنى التحتية.

وللتغلب على أزمة المياه، تحدثت وسائل إعلام عبرية عن تمويل إماراتي لمشروع يمد جنوب القطاع بالمياه المحلاة عبر أنابيب من مدينة العريش المصرية بطاقة تشغيلية تصل إلى مليوني غالون يوميًا.

مخاوف فلسطينية

أثارت هذه الخطة مخاوف من أن تكون مقدمة لإقامة مراكز احتجاز شبيهة بالغيتو، تمهيدًا لفرض التهجير القسري نحو الحدود المصرية. وقال المواطن أحمد اللوح لـ”قدس برس”:

“نرفض مغادرة مدينة غزة وإعادة تجربة النزوح القاسية… نخشى أن نُقاد طواعية إلى معسكرات اعتقال تحت سيطرة ميليشيا أبو شباب”.

فيما أضاف أبو محمد قاسم:

“لا نثق بما يسمى مراكز الإيواء في رفح… القصف لاحقنا في كل مكان، فقدت ابنيّ الاثنين في قصف استهدف خيمتنا بمواصي خان يونس”.

تصعيد عسكري

ومنذ أسبوع، كثّف جيش الاحتلال القصف الجوي على أحياء الزيتون والصبرة وتل الهوى جنوب مدينة غزة، بقيادة الفرقة 99، في إطار التمهيد للعملية العسكرية. وقد تسبب القصف في نزوح عشرات آلاف الفلسطينيين نحو مستشفى الشفاء شمالًا، أو نحو معسكرات وسط القطاع ومواصي خان يونس جنوبًا، في ظروف إنسانية بالغة القسوة.

إبادة مستمرة

وكان رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير قد صادق الأربعاء الماضي على “الفكرة المركزية” للخطة العسكرية الجديدة. ويأتي ذلك في سياق الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري.

وبحسب آخر الإحصاءات، أسفرت الحرب عن 61,827 شهيدًا و155,275 مصابًا، إلى جانب أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، فضلًا عن مجاعة أودت بحياة كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى